خاص بالموقع - هاجم محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الغرب على دعمه «للأنظمة القمعية في الشرق الأوسط». وقال إنّ انتشار شعبية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في المنطقة رسالة موجهة له بأنّ سياسة الغرب لا تصل إلى الناس.وحذّر البرادعي الحكومات الغربية من أنّ مواصلة هذا الدعم «يخاطر في تكوين جيل جديد من المتطرفين الإسلاميين». وقال في مقابلة مع صحيفة «غارديان» البريطانية نشرت اليوم «إنّ استراتيجية دعم الحكام المستبدين في محاولة لمكافحة خطر التطرف الإسلامي باءت بالفشل وستكون لها عواقب كارثية».
وشدد على «أنّ هناك حاجة الآن لإعادة تقييم فكرة أنّ البديل الوحيد للأنظمة الاستبدادية هو أسامة بن لادن وشركاؤه لأنّها وهمية، لكن استمرار السياسات الحالية سيجعل منها نبوءة حقيقية».
وأضاف البرادعي الحائز جائزة نوبل للسلام «الناس في الشرق الأوسط يشعرون بالقمع من حكوماتهم والعالم الخارجي يتعامل معهم بطريقة غير عادلة، ويستيقظون كلّ صباح على رؤية المسلمين يُقتلون في أفغانستان والعراق والصومال والسودان ودارفور».
وخيّر البرادعي (67 عاماً)، الذي يبرز منافساً قوياً للرئيس حسني مبارك (81 عاماً) الذي يحكم مصر منذ 28 عاماً، الحكومات الغربية بين «فتح أعينها على حقائق الديموقراطية المزيفة في مصر، والمخاطرة في فقدان مصداقيتها في المعركة ضد التطرف».
ودعا الحكومات الغربية إلى «سحب دعمها غير المحدود للأنظمة الشمولية في الشرق الأوسط التي تعتبرها حصناً ضد التطرف». وشدد على أنّ السياسة الغربية تجاه هذا الجزء من العالم من وجهة نظره «فشلت فشلاً ذريعاً ولم تكن تستند إلى الحوار والتفاهم ودعم المجتمع المدني وتقوية الناس، وقامت بدلاً من ذلك على دعم النظم الاستبدادية ما دام النفط يستمر في الضخ».
وقال البرادعي «إنّ اتساع شعبية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في منطقة الشرق الأوسط رسالة موجهة إلى الغرب بأنّ سياسته لا تصل إلى الناس ويجب أن تقوم على رعايتهم والاهتمام بحقوقهم الإنسانية».
وأضاف «الغرب يتحدث بصورة مسهبة عن الانتخابات في إيران على سبيل المثال، ولكن على الأقل كانت هناك انتخابات بعكس الحال في العالم العربي.» وأكد البرادعي أنّه «لا يخشى من الترهيب بعد عودته إلى مصر من الأجهزة الأمنية». وكشف «أنّ حكومات أجنبية عديدة أعربت عن قلقها إزاء سلامته في أعقاب التقارير الأخيرة التي تحدثت عن تعرض بعض أتباعه للتعذيب على أيدي الشرطة».
وكشف المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضاً أنّ جميع تقاريره خلال المرحلة التي سبقت غزو العراق «أُعدت لتكون في منأى عن إساءة الاستخدام من الحكومات الغربية»، وأمل أن تكون بريطانيا والولايات المتحدة قد استفادت من الدروس المستقاة من غزو العراق.
وقال البرادعي «من المؤكد أنّ هناك حكاماً مستبدين، ولكن هل الغرب مستعد في كل مرّة للتخلص من ديكتاتور والتضحية بمليون مدني بريء؟ وأنا أكرر طرح السؤال نفسه: أين بند تغيير النظام في القانون الدولي، وإذا وقع انتهاك لهذا القانون فمن سيكون المسؤول؟».
(يو بي آي)