غزة ــ قيس صفديقضى سكان قطاع غزة ليلة مرعبة ذكّرتهم بأجواء الحرب الأخيرة، إثر سلسلة غارات جوية مكثفة شنّتها طائرات حربية إسرائيلية، فجر أمس، على أهداف مدنية وأنفاق تهريب، فيما كشف رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية عن اتصالات مع الفصائل لتثبيت الهدوء، تزامناً مع تهديدات إسرائيلية بعدوان واسع. وقصفت طائرة حربية إسرائيلية بأربعة صواريخ منازل خالية من السكان في منطقة المحررات، «المستوطنات الإسرائيلية سابقاً»، القريبة من شاطئ البحر غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع، ودمرتها كلياً.
كذلك أطلقت طائرات الاحتلال صاروخين على منطقة الأنفاق على الحدود الفلسطينية المصرية في مدينة رفح جنوب القطاع، ألحقا أضراراً مادية في المنطقة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن القصف الإسرائيلي سبّب إصابة ثلاثة أطفال بجروح بسيطة.
من جهته، ندّد هنية بالتصعيد العسكري الإسرائيلي، مطالباً المجتمع الدولي «بالتدخّل لوقف هذا التصعيد والعدوان». وقال إن «الحكومة تجري اتصالات مع الفصائل الفلسطينية للحفاظ على التوافق الداخلي، حماية للشعب الفلسطيني وتعزيزاً لوحدته».
وادّعت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الغارات الجوية أعقبت صاروخاً أطلقه نشطاء فلسطينيون من القطاع مساء أول من أمس، وسقط في تجمّع استيطاني من دون إصابات. كذلك أعلنت مصادر عسكرية، أمس، سقوط صاروخ فلسطيني في منطقة قريبة من مدينة عسقلان (المجدل) داخل فلسطين المحتلة عام 48، من دون وقوع إصابات أو أضرار. ولم يعلن أيّ فصيل فلسطيني مسؤوليته.
وجاءت الغارات الجوية الإسرائيلية في ظل تنامي التهديدات بشنّ عدوان واسع رداً على استمرار إطلاق الصواريخ، إذ هدّد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم بشنّ هجوم واسع النطاق على القطاع إذا لم توقف «حماس» إطلاق الصواريخ من القطاع على بلدات وأهداف إسرائيلية.
وقال شالوم لـ«الإذاعة الإسرائيلية العامة» إنه «إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، يبدو أنه سيتعيّن علينا رفع مستوى نشاطنا وتكثيف عملياتنا على حماس». وحذّر شالوم من أنه «لن نسمح مجدداً برؤية أطفالنا مرعوبين في الملاجئ، وسيجبرنا ذلك في نهاية المطاف على شنّ هجوم عسكري جديد»، مستدركاً «آمل أن نتمكن من تفادي ذلك».
وفي السياق، أشار الرئيس السابق لهيئة أركان قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، تسيبكا فوغل، إلى أن «شهر آذار الماضي شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الصواريخ التي أطلقت من القطاع تجاه بلدات وأهداف إسرائيلية». وأوضح أن 35 قذيفة صاروخية سقطت في المناطق الإسرائيلية المتاخمة للقطاع خلال الشهر الماضي، مقارنة مع خمس قذائف فقط أطلقت من القطاع في شهر شباط الماضي.
ودعا فوغل إلى «اغتيال قيادات مركزية لحركة حماس في قطاع غزة»، رداً على عودة ظاهرة إطلاق الصواريخ. واتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه السبب وراء استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية، لأنه «لا يفرّق بين السلطة الفلسطينية ومنظمة مثل حماس».
وفي ردود الفعل، أعربت بريطانيا عن «قلقها» إثر الغارات التي شنّها الطيران الإسرائيلي على قطاع غزة. ودعت الطرفين إلى «ضبط النفس».