ليبرمان يشبّه أوباما بفرعون... وأردوغان بتشافيز والقذافيعلي حيدر
تتضارب التسريبات التي تصدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع تقديرات إعلامية مستندة إلى تصريحات ومواقف مسؤولين إسرائيليين في شأن الرد على المطالب الأميركية.
وأكدت مصادر في مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو سيستجيب لدعوة باراك أوباما والتوجه إلى واشنطن للمشاركة في المؤتمر النووي. لكن تقارير أخرى أفادت بأنه ليس من المستبعد أن يلغي نتنياهو في اللحظة الأخيرة سفره إلى الولايات المتحدة بحجة المشاركة في احتفالات ذكرى يوم «الكارثة» التي تعقد يوم الاثنين المقبل، في اليوم نفسه الذي يُعقد فيه المؤتمر.
ونقلت إذاعة «سوا» الأميركية أمس عن مصادر إسرائيلية تأكيدها أن حكومة بنيامين نتنياهو «بصدد الموافقة على معظم المطالب الأميركية الـ11 الرامية إلى إعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن ثمة تشدداً إسرائيلياً في الوقت ذاته من مطالب الإدارة في شأن القدس المحتلة، ولا سيما الأحياء اليهودية فيها.
وفي إشارة إلى ما قد تؤول إليه الأمور، شدد نتنياهو خلال احتفالات «نهاية الفصح اليهودي» في أور عكيفا، على أن «البناء (الاستيطاني) سيتواصل في الجنوب والشمال وفي القدس بالتأكيد».
وفي المقابل، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الرئيس الأميركي «أمر طواقمه بالضغط على إسرائيل وعلى الفلسطينيين للتقدم، وأنهم في البيت الأبيض يفكرون بدعوة رئيس السلطة محمود عبّاس للقاء مع أوباما في الأسابيع القريبة المقبلة. إلا أنهم أشاروا إلى أن موعد اللقاء سيتقرر وفق طبيعة الأجوبة التي سيقدمها نتنياهو».
وتشير التقارير الإعلامية أيضاً إلى أنه إذا أرضت أجوبة نتنياهو الرئيس الأميركي، فسيبادر الأخير إلى ممارسة الضغوط على عباس، كي يبدأ فوراً في محادثات التقارب، وفحص إمكان السعي إلى الحصول على مبادرات حسن نية أخرى من نتنياهو بهدف تشجيع الفلسطينيين على القفز فوراً إلى المرحلة التالية، أي المحادثات المباشرة.
من جهة أخرى، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، خلال مقابلة مع موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنه أصبح مثل الزعيم الليبي معمر القذافي أو الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، على خلفية الانتقادات القاسية التي وجهها إلى إسرائيل بسبب الجرائم التي ارتكبتها خلال الحرب على غزة. وكرر ليبرمان رفضه الاستجابة لأي من المطالب الأميركية بشأن تجميد الاستيطان في القدس والمبادرة إلى خطوات عملية لتحريك العملية السياسية مع الفلسطينيين. وأضاف أن «تركيا ليست المشكلة، بل أردوغان هو المشكلة».
ميريدور: فك ارتباط سوريا بإيران وتوجيه ضربة إلى حزب الله سيكونان إنجازين استراتيجيين
وفي موقف ينطوي على انتقاد قاس للرئيس الأميركي، رأى ليبرمان «أننا تجاوزنا فرعون وسنتجاوز هذه الفترة» في إشارة إلى الضغوط التي تمارسها إدارة أوباما على إسرائيل. وأضاف أن «من يحارب على الاستقلال ووجود الدولة يجب أن يصمد أمام الضغوط، ولا بديل لذلك». ورأى أن «هذا الفصل انتهى من ناحيتي ولا سبب لتنفيذ أي مبادرة نية حسنة، فقد حان الآن دور الفلسطينيين لتقديم مبادرات نية حسنة». وشدد ليبرمان على ضرورة إبلاغ الرئيس الأميركي «أننا لن نجمد البناء في القدس وحسب، بل سنعود بعد انتهاء فترة العشرة أشهر من التجميد إلى البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ويجب ألا تكون هنا أي أوهام حيال ذلك». وفيما لفت إلى أن هذا الموقف هو شخصي، استبعد في الوقت نفسه أن تتخذ هيئة «السباعية» الوزارية موقفاً آخر.
ورداً على إمكان إعلان دولة فلسطينية من جانب واحد، قال ليبرمان إن «أي قرار أحادي الجانب سيحررنا من جميع تعهداتنا والأمر الواضح هنا أن أمراً كهذا لن يأتي بحل ولا بسلام».
إلى ذلك، أعرب وزير الشؤون الاستخبارية في الحكومة الإسرائيلية، دان ميريدور، عن تشاؤمه حيال إمكان وصول المفاوضات مع الفلسطينيين إلى نتائج ملموسة. وقال، في مقابلة مع صحيفة «معاريف» أمس، إن احتمال أن تفضي المفاوضات إلى تسوية دائمة منخفض، عازياً سبب ذلك إلى «فقدان القيادة الفلسطينية للرغبة والشجاعة لاتخاذ قرار بشأن إنهاء النزاع».
وكشف الوزير الليكودي عن موافقة إسرائيل على البحث في قضايا الحل الدائم، بما فيها الحدود والأمن والقدس واللاجئون «لكن عندما لا يكون هناك احتمال مرتفع للتوصل إلى اتفاق، فإن الأمر خطير». وأضاف: «إذا فشلت المفاوضات، فقد ينفجر كل ما بنيناه في السنة الاخيرة». وعرّج ميريدور على المسار السوري، داعياً إلى استئناف المفاوضات مع دمشق من دون شروط مسبقة، مشيراً إلى أن «فك ارتباطها بإيران وتوجيه ضربة إلى حزب الله عبر قطع علاقته بها سيكونان إنجازين استراتيجيين بالنسبة إلى إسرائيل».
ورأى ميريدور أن على إسرائيل أن تكون مستعدة «لأخذ مخاطر غير صغيرة» في الحوار مع سوريا «رغم أني لست واثقاً من أن الأمر سيفضي إلى اتفاق». وعن إمكان الانسحاب من الجولان، قال إن هذا الثمن «مرتفع وعال جداً وصعب جداً».