لم توفّر التفجيرات التي تستهدف العاصمة العراقية منذ أيام، العمارات السكنية التي ضُربت 7 منها، أمس، في ظل تحويل العنف اليومي إلى مادة سياسية للاتهامات في خضمّ مساعي تأليف الحكومة
بغداد ــ الأخبار
تواصلت تفجيرات بغداد ذات الوزن الثقيل، أمس، إذ اختار منفّذوها هذه المرة، العمارات السكنية ليستهدفوها بعد يومين من «مجزرة السفارات والصحوات» التي أودت بحياة أكثر من 60 عراقياً، وأدت إلى جرح العشرات. ويوم أمس، طاولت سلسلة التفجيرات 7 عمارات سكنية في بغداد وأدّت، في حصيلة أولية، إلى مقتل 35 عراقياً، وإصابة 140 آخرين في أحياء جكوك والشعلة والشرطة الرابعة وحي العامل والصالحية والسيدية ـــــ الإعلام، ليصل بذلك عدد الضحايا في العاصمة، خلال الأيام الخمسة الماضية، إلى أكثر من مئة قتيل. ويأتي تصعيد العنف وسط مراوحة الوضع السياسي الناتج من مرحلة ما بعد انتخابات آذار الماضي، مكانه. وقد دخلت الأوضاع الأمنية المأساوية على مفاوضات تأليف الحكومة من الباب العريض، مع تحميل «القائمة العراقية»، الفائزة الأولى في 7 آذار، رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي مسؤولية التفجيرات.
وقال القيادي في «العراقية»، فتاح الشيخ، إن تصريحات المالكي التي لوّح فيها بازدياد معدلات العنف في بغداد، ما هي إلا إشارة واضحة للسعي إلى تعطيل تأليف الحكومة، واصفاً هذه الأعمال بـ«الإرهاب السياسي». كما حمّلت المتحدثة باسم قائمة إياد علاوي، ميسون الدملوجي، الحكومة والأجهزة الأمنية مسؤولية التدهور الأمني.
وفي اتهام غامض، أشار نائب رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري، قصي السهيل، إلى أن «سلسلة التفجيرات والأحداث الأمنية الأخيرة تهدف إلى ابتزاز السياسيين وإحداث ضغط عليهم للاستجابة لمطالب البعض، والتنازل عن أمور للحصول على مناصب سيادية» في الحكومة المقبلة.
وفي السياق، جزم المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي، بأن بلاده لا تفكر حالياً في إغلاق مقر بعثتها الدبلوماسية في بغداد بعد التفجير الذي استهدفه يوم الأحد الماضي، وأدّى إلى إصابة أربعة من العاملين المصريين.
سياسياً، كشف القيادي في «المجلس الأعلى الإسلامي»، جلال الدين الصغير، أن الأطراف السياسيين ينتظرون من الرئيس جلال الطالباني الدعوة إلى «لقاء قمة» بين الكتل الأربع الفائزة في الانتخابات، في وقت استبعد فيه قيادي في التحالف الكردستاني أن تكون هناك حاجة إلى «وساطة» أو مصالحة، لجمع زعيمي «دولة القانون» و«العراقية»، المالكي وعلاوي، على طاولة واحدة في محادثات تأليف الحكومة.
وتردّد في الأوساط السياسية العراقية أنّ مقترَح «الطاولة المستديرة»، الذي سبق أن قدّمه «المجلس الأعلى» لجمع زعماء الكتل الفائزة، سيدخل قريباً حيّز التطبيق.
كذلك أفادت مصادر مقربة من «دولة القانون» أنّ كتلة رئيس الوزراء المنتهية ولايته «تدرس جميع الخيارات المتاحة المتعلقة بالتحالفات مع القوى السياسية، من دون أن تستبعد حصول تقارب بين دولة القانون والعراقية خصوصاً، بعدما أبدت العراقية استعدادها للانفتاح على دولة القانون، والبدء بمباحثات جادّة تنهي السجال الدائر حول ما هي الكتلة التي ستشرع بتأليف الحكومة المقبلة».
وفي دمشق، واصل الرئيس السوري بشار الأسد استقبال ضيوفه العراقيين. فغداة اجتماعه مع نائب الرئيس، القيادي في «الائتلاف الوطني» عادل عبد المهدي، التقى الأسد نائب رئيس الوزراء، القيادي في ائتلاف علاوي، رافع العيساوي، ودان «التفجيرات الإرهابية التي وقعت في العراق».