خاص بالموقع - عزّزت قوات الأمن السودانية والقوات الدولية والمنظمات الدولية انتشارها الأمني عشية بدء أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ ربع قرن.من جانبها، أوصت السفارات في العاصمة السودانية رعاياها باتخاذ تدابير احتياطية بدءاً من تخزين الأغذية إلى ملء سياراتهم بالوقود تحسّباً من تنظيم تظاهرات قد تعوق الحركة خلال الانتخابات التي تبدأ الأحد وتستمر ثلاثة أيام.
وقال المتحدث باسم اللجنة العليا لتأمين الانتخابات، اللواء محمد أحمد علي، «لقد أعددنا أكثر من مئة ألف رجل شرطة لتأمين الانتخابات في شمال السودان».
ويمكن مشاهدة الانتشار الكثيف لقوى الأمن في العاصمة الخرطوم، حيث تسري شائعات تدفع السكان الى مغادرة المدينة.
وفي الميناء البري، وهو المركز الرئيسي للمواصلات الذي يربط الخرطوم مع ولايات السودان المختلفة، قال يوسف دفع الله وهو مدير شركة لنقل الركاب «منذ ثلاثة أيام زادت حركة الركاب بصورة كبيرة، وهذا الزحام لم نتعوّد عليه إلا في موسم الأعياد».
وأوضح أن «وزارة النقل زادت سعر التذكرة بنسبة 30 في المئة عن السعر السابق، لكن الازدياد مستمر، حتى إننا كنا نخرج في اليوم عشرين باصاً لمختلف ولايات السودان، والآن نخرج خمسين باصاً».
وقال الطالب الجامعي متوكل حسن شريف (27 عاماً)، قبل مغادرته إلى مدني على بعد 190 كلم جنوب الخرطوم، «أنا أصلاً مسجّل للانتخابات هنا في الخرطوم، والآن في إجازة ومسافر لأن البلد هنا غير مضمون وفيه مشاكل بسبب الانتخابات، والأفضل إن حصل ذلك أن أكون بين أهلي».
ويخشى العديد من المراقبين أن تمثّل الانتخابات التعددية الأولى في السودان منذ 1986 ذريعة لاندلاع موجة جديدة من العنف في بلد خرج للتوّ من حرب استمرت 21 عاماً مع الجنوب، ولا يزال يعاني من النزاع الدائر في إقليم دارفور غرب البلاد.
كذلك يعاني جنوب السودان من أحداث عنف قبلية، فيما يسيطر التوتر على مدينتي بنتيو وملكال المحاذيتين لشمال السودان، وفي ولاية جونقلي، كما يفيد سكان.
وقال هايلي منكريوس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان إن «جنود الأمم المتحدة سيتولّون الأمن في المناطق التي يخشى من اندلاع مواجهات مسلّحة فيها».
وتنشر الأمم المتحدة أقل من عشرة آلاف جندي وشرطي في جنوب السودان والمناطق الحدودية بين الجنوب والشمال.
وأكد منكريوس للصحافيين في الخرطوم «سيعمل جنودنا على ألّا تؤدي هذه النزاعات إلى إشاعة أجواء تحول دون ممارسة الناخبين حقّهم في الاقتراع».
ورغم معارضتهم للانتخابات، لم يتوعّد متمرّدو دارفور بتعطيلها في هذه المنطقة المضطربة حتى بعدما أعلن المراقبون الدوليون انسحابهم من دارفور لأسباب أمنية.
من جانبه، قال مسؤول الاتصالات في القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «نحن مستعدون لأي احتمال».
كذلك، أعلنت حالة التأهب لدى الهلال الأحمر السوداني عشيّة الانتخابات. وقال مسؤول في جمعية الهلال الأحمر إنها استدعت نحو 15 ألف متطوّع في مجمل أنحاء البلاد تحسّباً لأيّ طارئ.
(أ ف ب)