رام الله ــ الأخبارعلمت «الأخبار» من مصادر فلسطينية موثوق بها أنّ مصر رفضت تدخلاً سعودياً في المصالحة بين حركتي «حماس» و«فتح»، وأغلقت الباب أمام أيّ تدخل عربي لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وقالت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، إن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أبلغ رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل أنّ الرياض ستتدخل لدى القاهرة لتقريب وجهات النظر مع الحركة وإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني. وأشارت المصادر إلى أن الفيصل التقى خلال القمة العربية وقبلها مسؤولين مصريين بغرض عرض الأمر عليهم، بعدما استمع من «حماس» إلى ملاحظاتها والتعديلات المطلوبة على ورقة المصالحة المصرية، واطمأن إلى موقف الحركة الذي يرى ضرورة تعديل المقترحات لضمان نجاح الاتفاق.
وبيّنت المصادر أن الفيصل نقل مطالب مخفّفة من «حماس» على الورقة المصرية، وطلب من المسؤولين المصريين ردهم على هذه التعديلات لأنها ستديم الاتفاق وسيكون النجاح للقاهرة. ووعد بأن يحضر اجتماع «حماس» بالمسؤولين المصريين إن وافقت القاهرة.
وذكرت المصادر أن الردّ جاء من القاهرة بالرفض المطلق، وأنها لا تريد أن تضعف أمام «حماس»، ولا تريد أن تسمع ملاحظات الحركة الإسلامية قبل توقيعها الورقة، وأنها مستعدة بعد التوقيع لأخذ الملاحظات على ورقة المصالحة والتفاهم مع فتح بشأنها.
وأوضحت المصادر أن «القاهرة طلبت خلال القمة العربية من بعض الزعماء العرب، وخصوصاً السعوديين والسوريين والقطريين عدم التدخل في ملف المصالحة الفلسطينية لجهة إقناعها بضرورة تعديل المقترحات»، وطالبتهم بأن يقنعوا «حماس» بتوقيع الورقة المصرية التي وقّعتها حركة «فتح».
وترفض «حماس» توقيع ورقة المصالحة مع «فتح» التي أعدّتها القاهرة، وترى أن الأخيرة تعدّت دور الوسيط لتصبح حكماً، وهو ما فسرته بالـ«تغيّرات الجوهرية التي طرأت على ورقة المصالحة التي جرى التوافق مع فتح عليها، وغيّرت فيها القاهرة بعض البنود وأضافت بنوداً أخرى غير متّفق عليها من الأساس».
يشار إلى أن خلافاً مكتوماً يشوب العلاقات المصرية ـــــ السعودية على خلفية ملفّ المصالحة الفلسطينية، ولا سيما أن الرياض ترى أصابع مصرية وراء سقوط اتفاق مكة الذي وُقّع عام 2007، ولم يدم أكثر من أشهر. وتلمّح بعض المصادر إلى أن القاهرة كانت وراء حركة محمد دحلان في غزّة التي أدت إلى «الحسم» الحمساوي.