بغداد | في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن دور أميركي متصاعد في الأنبار، بعد إطلاق القوات المشتركة عملية واسعة، في 13 تموز الماضي، لتحرير الرمادي والمناطق التي يسيطر عليها «داعش» في المحافظة، علمت «الأخبار» أن السفارة الأميركية تخطط لعقد مؤتمر كبير لعشائر الأنبار داخل العراق من دون تحديد المكان. يتزامن هذا المؤتمر مع تنفيذ أول تمرين تعبوي في المحافظة لمقاتلي العشائر بإشراف أميركي، فيما نفذت قوة أميركية قوامها 350 جندياً عملية إنزال جوي هي الثانية من نوعها في ناحية ربيعة غرب الموصل.
وقال مصدران، سياسي وآخر ميداني ييكون عادة في قاعدة الحبانية، إن السفارة الأميركية تجري اتصالات واجتماعات مكثفة مع شيوخ عشائر الأنبار في مقر السفارة في المنطقة الخضراء (وسط العاصمة بغداد)، إضافة إلى قاعدتي عين الأسد والحبانية في الأنبار نفسها. ويؤكد المصدر السياسي أن المؤتمر سيعقد داخل العراق، لكنه لم يجر تحديد المكان بعد، وليس مستبعداً أن يكون في العاصمة بغداد. ويشير المصدر إلى أن الهدف من إقامة هذا المؤتمر، تقريب وجهات النظر بين عشائر الأنبار المنقسمة حول «الحشد الشعبي» والحضور الأميركي أو تلك التي تحسب على الجناح الحكومي.

شهدت الأنبار تنظيم أول تمرين تعبوي لمقاتلين من العشائر تتولى واشنطن تدريبهم

من ناحيته، كشف المصدر الميداني أن الأنبار شهدت، خلال الأيام القليلة الماضية، تنظيم أول تمرين تعبوي لمجموعة من مقاتلي العشائر الذين تتولى واشنطن تدريبهم، ويبلغ عددهم نحو 2000 مقاتل، كما أوضح أن عملية تسليح العشائر مستمرة، من دون الرجوع إلى الحكومة المركزية في غالب الأحيان.
بموازة ذلك، أبلغ مسؤول محلي «الأخبار» أن نحو 1000 مقاتل يمثلون مختلف عشائر الأنبار تطوعوا، أخيراً، في صفوف «الحشد الشعبي»، بعد تسليم قوائم بأسمائهم إلى مقر قيادة «الحشد الشعبي» في الأنبار. المصدر أكد أن المحافظة تشهد استنفاراً عشائرياً كبيراً، لكن ينقصها التنظيم والإعداد الجيد.
كذلك، أفاد مصدر محلي وشهود عيان في محافظة نينوى بأن قوة أميركية، قوامها 350 جندياً من قوات الكوماندوس، قامت بعملية إنزال جوي، صباح أمس، في ناحية ربيعة غربي مدينة الموصل في عملية هي الثانية من نوعها. وأوضح المصدر أن «القوة الجديدة يترأسها ضباط كبار في الجيش الأميركي».
في الإطار، يرى المتخصص بشؤون «الحشد الشعبي» عزيز الربيعي أن «إدارة واشنطن تعمل في اتجاه الضغط على كتل سياسية متنفذة لتمرير قانون الحرس الوطني، بصيغته الحالية، بتنسيق مع بعض شيوخ العشائر في الأنبار، وذلك لتتمكن الإدارة الأميركية من السيطرة، بشكل مباشر أو غير مباشر، على الأوضاع في المحافظة وتدير بعض المهمات الأمنية، بالتعاون مع قادة في الصحوات».
الربيعي قال لـ«الأخبار»، إن «واشنطن تسعى إلى توسيع نفوذها والسيطرة على قاعدة عين الأسد والتأسيس لقاعدة عسكرية جديدة في صحراء العراق، يمكن أن تتحرك من خلالها باتجاه سوريا، كما تحركت بإتجاه العراق انطلاقاً من أراضي الخليج».
وأشار إلى أن «بعض الشباب وقادة عشائريين يُجرون تدريبهم في محافظة الأنبار، على يد ضباط أميركيين، لتهيئة آليات تنفيذ المخطط العسكري، الأمر الذي سيكلف حكومة العبادي كثيراً، إن لم تكن على مستوى عالٍ من المسؤولية في التعاطي مع تدخلات الجانب الأميركي في الملف العسكري».
سياسياً، كشف مصدر حكومي عن عزم العبادي على إطلاق حزمة إصلاحية جديدة، استكمالاً لحزم الإصلاحات الجديدة الثلاثة التي أطلقها، أخيراً. وأشار المصدر الحكومي إلى أن الحزمة ستكون «مهمة» ومكمّلة لبرنامج الإصلاح الشامل، الذي أعلنته الحكومة بهدف القضاء على الفساد بكل أشكاله وبناء دولة المؤسسات.
المصدر قال لـ«الأخبار» إن العبادي أطلق، أيضاً، برنامجاً باسم «مراقبة» لملاحقة كبار المسؤولين الفاسدين وتقويم أداء الوزارات في الحكومة المركزية.