بغداد ــ الأخبارربّما تشهد الساعات المقبلة تطوراً عراقياً قد يكون الأبرز منذ إعلان نتائج انتخابات آذار الماضي، إذا اتفق ائتلاف «دولة القانون» و«الائتلاف الوطني» على تحالف يقضي على آمال إياد علاوي، بينما تنتظر القاهرة ضيفاً استثنائياً هو مقتدى الصدر.
وكشف «ائتلاف دولة القانون»، الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، أمس عن موعد قريب لاجتماع «حاسم» مع «الائتلاف الوطني العراقي»، للإعلان عن «تحالف» بينهما، استعداداً لتأليف الحكومة المقبلة.
وقال المتحدث باسم «دولة القانون»، حاجم الحسني، إنّ هذا «الاجتماع سيتضمن الاتفاق على وضع الآليات واللمسات النهائية لدخول الائتلافين في تحالف سياسي موحّد لتأليف الحكومة المقبلة». وأوضح أنّ «حديث بعض وسائل الإعلام عن إعلان التحالف بين الائتلافين اليوم أو غداً، أمر سابق لأوانه»، مؤكداً أنّ «المفاوضات لم تحدّد موعداً زمنياً لإعلان التحالف بين الائتلافين»، ومشدّداً على أن ائتلافه «متمسك بترشيح المالكي لولاية ثانية».
في ضوء هذه التطورات، حذّر رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، الفائز الأول بالانتخابات، من خطر «توحّد الأحزاب الشيعية»، بما أن «إحياء التحالف الإسلامي الشيعي، الذي هيمن على الحكومة العراقية بعد الانتخابات الأخيرة في عام 2005، سيكون خطوة إلى المربع الأول، تثير الطائفية وتهدّد بوقوع المزيد من أعمال العنف». ورأى أن هذا التوجه «سيكون مدمراً للغاية ويخرّب النسيج الوطني للعراق».
وفيما رفض علاوي تدخل القوى الإقليمية في الشؤون الداخلية لبلاده، أعرب عن أمله في أن يتلقى دعوة من الحكومة الإيرانية لزيارة طهران.
وفي القاهرة، كشف مساعد وزير الخارجية المصري، محمد قاسم، عن أنّ زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، سيزور مصر قريباً. ونقلت وسائل إعلام مصرية عن قاسم قوله، أمام برلمان بلاده، «هناك اتصالات للتنسيق من أجل زيارة مقتدى الصدر إلى مصر قريباً بناءً على رغبته». وأشار إلى أن الزيارة «نابعة من الشعبية التي يحظى بها الصدريون في العراق».
ورداً على طلب رئيس حزب «التجمع»، رفعت السعيد، بعدم استقبال الصدر بما أنه «ليس عربياً بسبب وجوده في إيران بصفة دائمة»، ردّ قاسم بأنّ «الصدر ذهب إلى إيران هرباً من بطش رئيس الوزراء المالكي، لكنه يعلي دائماً من شأن العراق كمكوّن عربي أساسي»، معتبراً أن «زيارته للسعودية ومصر أصبحت ضرورية».
وفي إطار زيارات المسؤولين العراقيين إلى السعودية، التي يصل إليها نائب الرئيس طارق الهاشمي اليوم، بعد كل من علاوي والرئيس جلال الطالباني والصدريين ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني ورئيس «المجلس الإسلامي الأعلى» عمّار الحكيم، فقد أكّد القيادي في «دولة القانون» علي الأديب، أنْ لا «دولة القانون ولا المالكي تلقّيا أيّ دعوة من السعودية لزيارتها»، مذكّراً بأنّه سبق لرئيس الحكومة أن أعرب عن رغبته في زيارة المملكة «ولكنه لم يتلقّ أيّ ردّ إيجابي».