خاص بالموقع - تسعى حركة «حماس» إلى منع إطلاق الصواريخ من غزة خشية رد إسرائيلي قد يطيحها وفقاً لمحللين، لكن هذه السياسة التي تحرص على عدم إعلانها للرأي العام، لأنها تتبنى رسمياً نهج المقاومة، تسبب لها حرجاً مع الفصائل الأخرى التي تحاول شنّ هجمات على إسرائيل.وتؤكد «حماس» وجود توافق مع باقي الفصائل على عدم إطلاق الصواريخ، إلا في إطار التصدي لأي تصعيد إسرائيلي. لكنها أطلقت عشرات الصواريخ على إسرائيل منذ مطلع العام الحالي بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، ليل الأحد الماضي، أن «حكومة حماس اعتقلت أربعة من عناصرها كانوا يعدون لتنفيذ عملية عسكرية، قبل أن تفرج عنهم أول من أمس بعدما أجبرتهم على توقيع تعهد باحترام التهدئة غير المعلنة مع إسرائيل».
ويؤكد المحلل السياسي طلال عوكل أن «حماس تعمل على وقف إطلاق الصواريخ لأنها تخشى الرد الإسرائيلي الذي يهدد بالقضاء عليها أو إضعافها، وتدرك أنها في موقع مسؤولية في غزة وستواجه الرد الإسرائيلي وتدفع ثمنه وحدها».
لكن المتحدث باسم حكومة «حماس» طاهر النونو شدد على أن حكومته تسعى «إلى الحفاظ على التوافق الوطني»، وأنها «أبلغت الفصائل أن قرارنا لن يختلف عنهم بشأن إطلاق الصواريخ والحكومة ستدعم قرارهم». وأضاف أن «حماس لا تخشى على رؤوسها ولا على قادتها ولا على الحكم».
ويرى عوكل أن «المقاومة أصبحت وسيلة للوصول إلى غايات سياسية، فالأولوية لدى حماس هي المحافظة على سيطرتها على غزة».
أما المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة، فيعتقد أن «حماس تأخذ التهديدات الإسرائيلية بشن حرب جديدة على القطاع والقضاء عليها على محمل الجد، لذلك هي معنية بوقف الصواريخ حالياً لتفويت الفرصة على إسرائيل».
ويقر النونو بأن حكومته تريد «تفويت الفرصة على الاحتلال بالخروج من أزمته من خلال التصعيد في غزة».
وتذهب «حماس» إلى حد التشكيك بإعلان إسرائيل سقوط صواريخ في أراضيها في ظل عدم تبني فصائل فلسطينية لها علناً. ويتهم النونو إسرائيل بأنها تتخذ إعلان سقوط صواريخ ذريعةً «لإبقاء الحصار» المفروض على غزة.
إلا أن أحد قادة الجماعات السلفية الجهادية في فلسطين، أبو البراء المصري، قال: «نرفض وقف إطلاق الصواريخ مع استمرار الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى وأبناء شعبنا الفلسطيني». وأضاف أنه «تبعاً للظروف الميدانية والظروف التي تحيط بالمجاهدين، تتغاضى جميع التشكيلات (السلفية) عن تبني عمليات إطلاق الصواريخ نظراً للظروف المختلفة التي تجابه المجاهدين في أرض الميدان، سواء من حماس أو الاحتلال».
من جهته، يرى المحلل السياسي ناجي شراب أن «حماس قلقة من الرد الإسرائيلي، لكنها تريد أن يأتي قرار وقف الصواريخ من خلال اتفاق الفصائل لا بإعلانها هي ذلك». ويعزو ذلك إلى أن حماس «لا تريد أن تحرج نفسها لأنها تنتهج المقاومة».
ويتابع شراب، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، قائلاً «إن عدم إعلانها ذلك رسمياً يجعلها تتحكم في عملية وقف إطلاق الصواريخ والتمسك بهذا الخيار واستخدامه وقت تشاء، للضغط على إسرائيل وتحقيق أهداف سياسية».
ويرى النونو أن اتهام الحركة بأنها تعمل على وقف إطلاق الصواريخ خشية الرد الإسرائيلي بأنها «تهدف إلى المزايدة على حماس وانتقادها وإظهار أن مواقفها متناقضة لأهداف سياسية».

(أ ف ب)