خاص بالموقع - واصل السودانيون الثلاثاء الإدلاء بأصواتهم في اليوم الثالث من الانتخابات العامة السودانية، بوتيرة هادئة بعد تمديد فترة الاقتراع يومين إضافيين حتى الخميس بسبب مشكلات لوجستية خلال اليومين الأولين.وانعكست الأخطاء الانتخابية سلباً على إقبال الناخبين، فيما كررت الأحزاب المقاطعة للانتخابات اتهاماتها لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسعي إلى تزوير الانتخابات.
وبدت شوارع العاصمة السودانية هادئة على غير عادتها لليوم الثالث، رغم عدم إعلان عطلة رسمية خلال فترة الاقتراع التي بدأت الأحد، لكن قسماً كبيراً من سكان العاصمة اختار السفر إلى الولايات ليكون بين أهله خوفاً من حدوث اضطرابات.
وفي مركز اقتراع في وسط الخرطوم، قالت الموظفة غادة عبد الباسط إن «الضغط خف الآن مع التمديد». وأضافت: «ليس على الناس أن يسرعوا، الوضع أهدأ».
في المقابل، علقت الناخبة سلوى الأمير (56 عاماً) على قرار التمديد بقولها إنه «لا يحدث الكثير من الفرق. ما الفائدة منه في الأصل. إن كانت هناك مشاكل في البداية، فستكون هناك مشاكل في النهاية».
وأعربت السيدة عن خشيتها من اندلاع مواجهات مع إعلان نتائج الانتخابات.
وقالت: «كل ما نريده هو السلام. عليهم أن يقوموا بعملهم جيداً. لا نطلب أكثر من أن نأكل ونشرب ونصلي وننام».
وفي الجنوب، قالت آن إيتو، وهي عضو بارز في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» للصحافيين، إن «الانتخابات بطيئة حتى الآن مع وجود قدر كبير من التشوش ووجود عقبات لوجستية كبيرة في مراكز الاقتراع».
وأوضحت إيتو أن الكثيرين في الجنوب يتوجهون إلى مراكز الاقتراع فلا يجدون أسماءهم في الكشوف. وأضافت: «الناس ضاقوا بالسير إلى سبعة مواقع مختلفة وعدم العثور على أسمائهم». ولفتت إلى أنه «في (إحدى مناطق) مدينة توريت على سبيل المثال بلغ إجمالي عدد الناخبين المسجلين 1323 ناخباً، لكن عدد من أدلوا بأصواتهم (في اليوم الأول) بلغ 29 ناخباً، أي اثنين بالمئة فقط».
وذكرت إيتو ست مناطق أخرى قالت إن المشاركين في الانتخابات فيها تراوحت نسبتهم بين ثلاثة وعشرة في المئة.
وقال مسؤولو الانتخابات ومراقبوها في الجنوب إن التصويت تعطل في البداية بسبب فقد صناديق اقتراع، وافتقار القائمين على الانتخابات إلى التدريب الكافي ونقص المعلومات عن أماكن مراكز الاقتراع.
وقالت المراقبة مارغريت ليتشو: «عندما لا يجد الناس أسماءهم يتعين علينا تهدئتهم ثم إرسالهم إلى مكان آخر، لكنهم يذهبون في الطريق الخطأ ويعودون ثانية لاستيضاح الأمر».
وأقر حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني، عمر البشير بانخفاض نسبة المشاركة في بعض المناطق، وخاصة في الجنوب، لكنه رأى أن المشاركة مشجعة في الخرطوم ومناطق أخرى.
وقال المسؤول البارز في الحزب الحاكم، إبراهيم غندور: «أعتقد أن بعض المناطق في الجنوب قد تشهد مشاركة أضعف قليلاً»، مبرراً الأمر بـ«العقبات اللوجستية ومشكلات المواصلات وارتفاع معدل الأمية».
وقال إن المشكلة في الجنوب هي أن معظم الجنوبيين لم يشاركوا من قبل في أي انتخابات، على عكس الشماليين، حيث شهدت الخرطوم في اليوم الأول مشاركة 450 ألف ناخب، أي 25 بالمئة من الناخبين المسجلين.
(أ ف ب، رويترز)