خاص بالموقع - يواصل السودانيون الإدلاء بأصواتهم في اليوم الرابع من أول انتخابات تعددية يشهدها بلدهم منذ ربع قرن، في ظل تراجع واضح في حماسة الناخبين، بينما تعرب السلطات عن ارتياحها لنسبة الإقبال ولتراجع المشاكل اللوجستية.وتدنّت اليوم الأربعاء أعداد الناخبين الذين وقفوا أمام مراكز الاقتراع في العاصمة السودانية ينتظرون دورهم للإدلاء بأصواتهم.
وأكد المشرف على الانتخابات في مركز اقتراع في شمال الخرطوم، أسامة صالح محمد، أن «المشاركة أمس (الثلاثاء) واليوم (الأربعاء) أقل من اليومين الأولين»، مقدراً تراجع الإقبال بنسبة 60 في المئة.
وقال «في اليوم الأول سجلنا 1400 ناخب، ولكن حتى الساعة الواحدة من اليوم لم نستقبل سوى مئة ناخب».
في هذه الأثناء، كشف مسؤولون عن الانتخابات السودانية أنهم يفكرون في إعادة الانتخابات في عدد قليل جداً من الدوائر الانتخابية، لتصحيح أخطاء حدثت بعدما اكتشفوا أنهم أخطأوا في وضع رموز الأحزاب إلى جوار أسماء بعض المرشحين في بعض البطاقات الانتخابية.
وقال نائب رئيس المفوضية القومية للانتخابات السودانية، عبد الله أحمد عبد الله، إن الرموز وضعت خطأً في عدد محدود جداً من الدوائر الانتخابية.
وأوضح أنه طبقاً للقانون يمكن المفوضية أن تلغي الانتخابات وتجريها من جديد في غضون 60 يوماً. وقال إن ذلك هو أحد الخيارات المطروحة.
وأبلغ أعضاء آخرون في المفوضية ومراقبون دوليون، عن اعتقادهم بأن الأخطاء الطباعية أثرت على الانتخابات البرلمانية وانتخابات الولايات في ما بين 15 و18 دائرة انتخابية.
وخلال لقاء مع الصحافيين، أوجز مستشار الرئيس السوداني، غازي صلاح الدين الوضع بقوله إن «ما يلفت الانتباه هو ارتفاع نسبة المشاركة، لدينا مشاركة جيدة. معلوماتنا الأولية من المناطق الريفية أن نسبة التصويت وصلت حتى 80 في المئة» خلال الأيام الثلاثة الأولى.
وقال صلاح الدين إن «نسبة التصويت لا تشكل وحدها مؤشراً جيداً جداً على رغبة الناس والناخبين في ممارسة حقهم، بل إن العملية تجري بهدوء وسلاسة».
وقال «وفق التقارير التي تلقيناها، لم نسجل أي حادث يذكر، حتى في دارفور»، الإقليم المضطرب في غرب السودان.
في المقابل، أفادت المفوضية القومية للانتخابات، بأن نسبة المشاركة في اليومين الأولين تراوحت بين 40 في كسلا في الشرق و67 في المئة في ولاية الشمالية شمال الخرطوم، بالنسبة إلى اليومين الأولين من الاقتراع.
وأعرب صلاح الدين عن أسفه لعدم مشاركة عدد من أحزاب المعارضة في الانتخابات، لكنه قال «أعتقد أن المهم ليس مشاركة الأسماء الكبيرة، بل نسبة المشاركة».
وفي السياق، أعلن أنه في حال فوز الحزب الحاكم بالانتخابات وفقاً لما هو مرجح فسيدعو المعارضة، بمن فيها الأحزاب التي قاطعت الانتخابات، إلى المشاركة في الحكومة.
وقال «لقد كان موقفنا واضحاً بأنه أمام التحديات التي تواجه الأمة، لن نسعى إلى تأليف حكومة من حزب واحد. نريد لحكومتنا أن تكون أوسع ما يمكن».
وأضاف «سنوجه الدعوة إلى كل الأحزاب حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات لأننا نؤمن بأننا نمر في مرحلة حرجة في تاريخنا».
ولدى سؤاله عن استعداد المعارضة للمشاركة في الحكومة مع المؤتمر الوطني، قال صلاح الدين العتباني إن ذلك «سيكون من مصلحتها».
(أ ف ب، رويترز)