خاص بالموقع - تختتم اليوم الخميس عملية الاقتراع في أول انتخابات تعددية في السودان منذ 24 عاماً، بعدما شابتها مشكلات لوجستية واتهامات بخروقات، يُخشى أن تفضي إلى حالة من الاحتقان مع اقتراب موعد إعلان النتائج المتوقع أن يبدأ في العشرين من الشهر الجاري. وبدت مراكز الاقتراع خالية في الخرطوم في اليوم الأخير الإضافي للتصويت.وفيما أكدت المفوضية أن الانتخابات تجري بهدوء، أعلن مسؤول حزب المؤتمر الوطني الحاكم في ولاية غرب بحر الغزال الجنوبية، فيليب بولا، أن الجيش الشعبي لتحرير السودان قتل مسؤولاً محلياً للحزب وسبعة مدنيين بالقرب من مدينة راجا، الاثنين الماضي، إثر مشادة كلاميّة مع أحد عناصر الجيش.
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الشعبي، كول ديم كول، إن سبب الاشتباك ناجم عن قضية «خيانة زوجية» ولا علاقة له بالسياسة أو الانتخابات.
ولم يتسنّ تأكيد مقتل اثنين من الناخبين برصاص الجيش الشعبي في ولاية الوحدة الجنوبية، في حادث أعلن عنه المرشح لرئاسة حكومة جنوب السودان، لام آكول، خلال مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء الماضي.
في هذه الأثناء، أكد دبلوماسي في الخرطوم أنه ينبغي التعاطي بحذر مع مثل هذه الأنباء «مع اقتراب الإعلان عن نتائج الانتخابات، لأن «مجرد الاتهامات قد تؤدي إلى الاحتقان، وتدفع الناس للتصرف بطريقة غير عقلانية».
ويخشى السودانيون من أن يؤدي إعلان النتائج وخصوصاً في الجنوب إلى التوتر وربما إلى مواجهات.
أما في معسكر زمزم للنازحين بمنطقة دارفور في السودان، فيعاني النازحون من قلة التفاؤل بأن الانتخابات العامة ستضع نهاية لسنوات الصراع والحرمان، تماماً مثل النقص الشديد الذي يعانونه في الماء والطعام وكل شيء.
وتبدو الانتخابات التي تجرى في أنحاء السودان هذا الأسبوع فكرة غريبة في زمزم، وهي مدينة عشوائية مؤقتة، مترامية الأطراف، مكتظّة بالماشية الهزيلة وبأطفال يكسوهم التراب.
ويخشى الكثير من سكان المعسكر من أن تعمّق الانتخابات الانقسامات في دارفور، إذ أكسبت الرئيس السوداني، عمر حسن البشير قوة أكبر، وأضعفت الرغبة لتقديم تنازلات للجماعات المتمردة مثل حركة العدل والمساواة.
وتقول الباحثة في منظمة العفو الدولية، رانيا الراجي، «للأسف أرى الانتخابات وسيلة (للحكومة) لتحافظ على الأوضاع كما هي مع التمتع بحصانة كاملة».
من جهته، قال أحد سكان المخيم، ويدعى منصور عمر اديبو، «حاولت الحكومة قتلنا باستخدام قذائف المورتر وهاجمونا بطائرات أنتونوف». وأضاف «إذا استمرت الحكومة في السلطة فسنخرج ونقف إلى جانب أبنائنا لنقاتل ضدهم».
أما فيصل بكر أحمد، فأعرب عن اعتقاده أنه «إذا فاز البشير مجدداً فستحدث كارثة إنسانية في دارفور». فيما يتطلع مدير مستوصف زمزم، مبارك محمد، إلى انتصار الأمل على التجربة. وقال «ربما إذا عقد اتفاق للسلام بين الحكومة والمتمردين تتحسن الأمور. وربما تقرر حكومتهم أن تتغير».
(أ ف ب، رويترز)