علاء العليتمتد يدك إلى مجموعة من الكتب المبعثرة على الطاولة. تقنع نفسك بأنك اخترت أحد الكتب مصادفة. تنظر لعنوانه لتتأكد «ذاكرة للنسيان».
ثم تقنع نفسك وأنت تقلب في الصفحات بأنك توقفت عند الصفحة 23 مصادفة. فتقرأ كلمات الكاتب (وهو محمود درويش طبعاً) «أتسأل كيف تكتب يد لا تبدع القهوة؟
كم قال لي أطباء القلب وهم يدخنون: لا تدخن ولا تشرب القهوة». وكم مازحتهم: «الحمار لا يدخن ولا يشرب القهوة ولا يكتب». تجد سنداً لك، وأي سند، وأنت تسرع ناحية المطبخ محاولاً أن تصنع قهوتك دون أن تكسر سكون الليل، حتى لا يستيقظ أحد في المنزل لينبهك من القهوة وتأثيرها على المعدة. تعود إلى غرفتك، تسكب القهوة، تشعل سيجارة. تغير موسيقى العود إلى ناي أو بالعكس. ثم ترتشف من القهوة. تشعر بنشوة النصر. تفكر في ما قد يحضرك في أي لحظة. عليك أن تسرع، تتذكر زأرتك وعطرها وهمسها لفعل الأمر. عليك أن تكتب لها أو عنها، وتتذكر أن الإيجاز شرط البلاغة. فلتكتب اسمها مجرداً: فلسطين.