استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذكرى الـ62 لنشوء إسرائيل لمهاجمة الإدارة الأميركية وتجديد رفضه لمطلب تقسيم القدس المحتلة
علي حيدر
استعان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل للتعبير عن استيائه الضمني من سياسة الإدارة الأميركية الحالية، واقتبس عنه، لدى افتتاحه جلسة الحكومة الأسبوعية أمس، قوله «عليكم ألّا تثقوا بمساعدة الغرباء» الذين يقدمون «الصدقات المهينة». وشدد على ضرورة أن يثق الشعب بنفسه «من أجل أن تكون قامته منتصبة».
وفي مناسبة أخرى، قال نتنياهو إن «السلام سيتحقق فقط إذا كانت إسرائيل قوية». ولمّح إلى رفضه الانسحاب من القدس في إطار اتفاق سلام.
وقال نتنياهو، في خطاب خلال مراسم تخليد ذكرى الجنود الإسرائيليين القتلى أقيمت في القدس المحتلة، إنه «لم يمر يوم واحد لم نمدّ فيه يدنا للسلام مع جيراننا، وهي اليد ذاتها التي لا تزال ممدودة لأولئك الذين ما زالوا يريدون السلام، وقد عرفنا على مرّ السنين أن حمل أغصان الزيتون للسلام سيتحقق فقط إذا كنا أقوياء ومستعدين للدفاع عن دولتنا».
وتطرق نتنياهو إلى قضية القدس، وقال إنه «قبل 43 عاماً كانت القدس مدينة مقطّعة لاثنتين وفي قلبها سور، واليوم في مسار (السور) نفسه وُضعت سكة حديد لقطار داخلي يوصل بين أحياء المدينة المزدهرة التي بنيت خلال عشرات السنين التي مضت منذئذ»، في إشارة إلى المستوطنات في القدس الشرقية. وأضاف أن «القدس كانت في الماضي مدينة مقسّمة ومقلّصة، وتحوّلت إلى مدينة الحياة والإبداع والتجدد».
وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، خلال مراسم الذكرى الـ62 لنشوء إسرائيل أقيمت في جامعة تل أبيب، إنه على الرغم من الصعوبات التي تواجهها إسرائيل فإنها «تنمو وتزدهر». وتوجه إلى المجتمع الإسرائيلي بالقول إن «علينا أن نفعل كل شيء من أجل أن نكون لائقين بالتضحيات التي قدّمها الشعب الإسرائيلي»، مشيراً إلى أنه بعد 62 سنة من «الاستقلال»، «المطلوب من دولة إسرائيل أن تكافح، وتدافع عن أمنها».
وعبّر باراك عن التزامه بعدم اتباع الحلول الوسط في ما يتعلق بأمن إسرائيل، «وفي المقابل إظهار المسؤولية والشجاعة والحكمة السياسية في الكفاح من أجل تحقيق السلام المؤمّل في إطار اتفاق إقليمي شامل بروح خريطة الطريق على قاعدة دولتين لشعبين».

السلام سيتحقق فقط إذا كنا أقوياء ومستعدين للدفاع عن دولتنا

وشدد على أن اتفاقاً كهذا هو «حيوي للأمن القومي»، وأنه من خلاله فقط «نضمن غالبية يهودية صلبة للأجيال المقبلة، في حدود واضحة، ونصل إلى نهاية النزاع والمطالب». لكنّه اشترط لتحقيق ذلك «التعاون مع المنظومة الإقليمية والعالمية، وفوق كل ذلك القيام بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة»، داعياً إلى اتخاذ «قرارات كبيرة وشجاعة في مقابل التحديات والفرص» القائمة.
من جهة أخرى، حذر وزير المال الإسرائيلي يوفال شطاينتس، في مقابلة نشرتها صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، من أن إسرائيل قد تعيد النظر في قرار تجميدها بناء مساكن جديدة في مستوطنات الضفة الغربية إن لم تستأنف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وشدد على أنه إذا «لم يعد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات في غضون شهر أو شهرين، فقد نعمد إلى إلغاء أو إعادة النظر في تجميد» بناء مساكن جديدة في الضفة الغربية المحتلة، مضيفاً أنه عندما يُتخذ قرار من دون مفعول أو يكون مفعوله عكسياً «لا بد من إعادة النظر فيه».
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أول من أمس، فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية المحتلة اعتباراً من منتصف ليل السبت الأحد، لمدة 72 ساعة، وذلك لمناسبة احتفالات الذكرى الـ62 لنشوء الدولة العبرية.
وقال متحدث باسم الجيش لوكالة «فرانس برس» إن قرار «الإغلاق يدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من منتصف ليل السبت حتى منتصف ليل الثلاثاء».