بغداد ــ الأخبار ازداد تأزّم العلاقة بين ائتلافي «دولة القانون» و«الائتلاف الوطني الموحّد» في العراق، أمس، على وقع تهديد الصدريين بالتحالف مع قائمة إياد علاوي إذا أصر نوري المالكي على ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة المقبلة، وسط موافقة زعيم «العراقية» على إعادة فرز أصوات بغداد، شرط وجود رقابة دولية على العملية.
وانتقد عضو «الائتلاف الوطني»، همام حمودي، إصرار «ائتلاف دولة القانون» على ترشيح المالكي لولاية ثانية، رغم علمه بأنّ هذا ما يعوق إعلان التحالف بين القائمتين. وبذلك، أكمل حمودي ما قاله زعيم «المجلس الإسلامي العراقي»، عمار الحكيم، أول من أمس، عندما استبعد وصول المالكي إلى منصب الرئاسة الثالثة.
وأشار حمودي إلى أنّ «الائتلاف الوطني ينتظر مبادرة من دولة القانون لمعالجة أمرين: الأول اختيار رئيس وزراء باعتماد مبدأ التوافق، والثاني يتعلق بضمانات للبقاء متفاهمين». ولفت إلى أن «دولة القانون» لم يقدم أي بديل للمالكي، «الأمر الذي يثير التساؤل».
وفي السياق، جدد القيادي في التيار الصدري، بهاء الأعرجي، التأكيد أن التوصل إلى تحالف مع «دولة القانون»، متوقف على قبول الأخير بشروط «الائتلاف الوطني»، محذراً من أن التحالف مع «القائمة العراقية» سيكون القرار التالي في حال عدم التحالف مع «دولة القانون»، مجدداً رفض تياره «لتولي أي من مرشحي حزب الدعوة لرئاسة الوزراء».
في هذه الأثناء، وافق علاوي على إعادة فرز الأصوات يدوياً في بغداد، بشرط وجود رقابة دولية. وقال، في مؤتمر صحافي: «نحن مع إعادة العد والفرز اليدوي، لكن نخشى من الممارسات التي قد ترافق هذه العمليات التي قد تؤدي إلى تغيير النتائج لمصلحة فئة معينة». وخلص إلى اشتراط «إجراء إعادة الفرز بحضور مراقبين دوليين للإشراف على العملية». كذلك طالب بأن يُعاد الفرز في محافظات النجف والبصرة والديوانية، لأنّ «العراقية تقدمت بطعون لوجود تلاعب فيها، لكن لم يستجب لها أحد».
ولم تنقطع وتيرة اللقاءات بين «العراقية» و«دولة القانون»، فاجتمع القيادي في ائتلاف علاوي، أسامة النجيفي، مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته، وناقشا «إمكان تحالف القائمتين في أجواء إيجابية».
ميدانياً، تواصلت حملة «وثبة الأسد» الحكومية الهادفة إلى تصفية جميع قادة تنظيم «القاعدة»؛ فبعد قتل القياديَّين في التنظيم، أبو أيوب المصري، وأبو عمر البغدادي، أول من أمس، أُعلن مقتل قيادي ثالث هو مسؤول محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين، أحمد العبيدي، المكنّى بأبو صهيب.


وصفت وكالة «آكانيوز» الكردية، التحركات التي يقوم بها حزب الدعوة، بزعامة نوري المالكي، أملاً في الاحتفاظ برئاسة الوزراء، بأنها «مربكة»، وتشير إلى احتمال حدوث انشقاق جديد في الحزب.
ورأت أن المالكي سيكون «كبش الفداء» لمصلحة مرشح التسوية المنتظر، الذي سيعيد توازن التحالف الثلاثي بين الكتلتين الشيعيّتين وكتلة التحالف الكردستاني، وهذا الأمر ربما ينذر بانشقاق جديد لهذا الحزب.
(الأخبار)