استمرت لعبة شد الحبال وتبادل الانتقادات بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو، التي بلغت ذروتها، مع توجيه مسؤولين أميركيين انتقادات إلى نتنياهو على خلفية حملة الضغط التي يمارسها مقربون يهود وأميركيون منه على الإدارة الأميركية
مهدي السيّد
في إشارة جديدة إلى استمرار الأزمة الأميركية ـــــ الإسرائيلية، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن المبعوث الأميركي جورج ميتشل أرجأ زيارته لإسرائيل إلى الأسبوع المقبل بسبب عدم اتخاذ بنيامين نتنياهو قراراً حتى الآن في شأن الرد على المطالب التي وضعها أمامه الرئيس باراك أوباما قبل أكثر من شهر.
إعلان تأجيل الزيارة تزامن مع نشر صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تقريراً أفاد بأن مسؤولين في الإدارة الأميركية وجهوا انتقادات إلى نتنياهو في الأيام الماضية لدعمه مقالات نُشرت كإعلانات في كبرى الصحف الأميركية في الأسابيع الأخيرة ودعت الإدارة الأميركية والرئيس باراك أوباما إلى وقف الضغوط على إسرائيل. ونقلت «هآرتس» عن المسؤولين الأميركيين قولهم إن «كل هذه الإعلانات هي خطوة غير حكيمة».
في المقابل، قال الدبلوماسي الأميركي مارتن إنديك إن على إسرائيل أن تأخذ المصالح الأميركية بالحسبان إذا كانت بحاجة إلى مساعدات منها، وإن على نتنياهو أن يختار ما بين الصدام مع شركائه في حكومته اليمينية أو الصدام مع الرئيس باراك أوباما.
وقال إنديك لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «إذا كانت إسرائيل دولة عظمى وليست بحاجة إلى حماية الولايات المتحدة، التي تعزل وتمارس ضغوطاً على إيران، فافعلوا ما يحلو لكم، لكن إذا كنتم بحاجة إلى الولايات المتحدة، فإن عليكم أن تأخذوا المصالح الأميركية بالحسبان».
على الرغم من ذلك، واصل مسؤولون إسرائيليون إطلاق مواقف تمثل تحدياً للمطالب الأميركية. وأعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، أنه «يتعين علينا ضمان وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية، وبناءً عليه، فإن ممارسة الضغط لن تجدي نفعاً بل ستفشل السلام». وأضاف: «نحن نريد السلام، لكن ليس بثمن المصالح القومية لإسرائيل».
وأعلن أيالون أن إسرائيل ترفض أي محاولة أجنبية لوضع جدول زمني لقيام الدولة الفلسطينية. وتابع: «علينا ألا نقدم تنازلات جديدة ونوقع اتفاقاً لأن أحدهم على عجلة من أمره، فقط لأن أحدهم يقول إن قيام الدولة الفلسطينية يجب أن يُنجَز خلال عامين»، في إشارة إلى أوباما.
في هذا الوقت، طالب وزراء من حزب «العمل» الإسرائيلي رئيس الحزب، وزير الدفاع، إيهود باراك، بالانسحاب من الحكومة في حال عدم حدوث تقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين خلال الأسابيع المقبلة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أنه خلال اجتماع وزراء حزب «العمل» يوم الأحد الماضي، توجه الوزراء بنيامين بن اليعزر ويتسحاق هرتسوغ وأفيشاي برافرمان، إلى باراك بطلب دراسة إمكان الانسحاب من الحكومة أو السعي إلى تغيير تركيبة الائتلاف الحكومي بضم حزب «كديما» إليه إذا لم يطرأ تحرك سياسي في الأسابيع المقبلة.
وحذر بن اليعزر من تزايد عزلة إسرائيل في الحلبة الدولية، ومن الأزمة مع الولايات المتحدة. ورأى أن من شأن ذلك أن يصعّد أجواء نزع شرعية إسرائيل في العالم. وشدد هرتسوغ وبرافرمان على أن حزب «العمل» يجب أن يمارس ضغوطاً على نتنياهو لبلورة خطة سياسية إسرائيلية وتنسيقها مع الإدارة الأميركية. وقال باراك لوزراء حزبه إنه قلق من وضع العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وإنه يعتزم السفر إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين بشأن عملية السلام.
ورغم أن التقديرات في حزب «العمل» تشير إلى أن باراك لن يضع إنذاراً أمام نتنياهو، بيد أن المداولات داخل الحزب يتوقع أن تتسع خلال اجتماع كتلته في الكنيست الأسبوع المقبل.


أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية، سلام فياض (الصورة)، أمس، أن المقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية هي «حلقة أساسية» في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وقال فياض، في افتتاح فعاليات مؤتمر بلعين الدولي الخامس للمقاومة الشعبية الفلسطينية، في قرية بلعين بالضفة الغربية المحتلة: «آن الأوان لهذا الاحتلال أن ينتهي، وتمثّل المقاومة الشعبية السلمية حلقة أساسية لإنهائه».
وأوضح أن مشروعه لبناء الدولة يقوم على ثلاث حلقات أساسية، أولاها «حلقة المقاومة السلمية الشعبية، والثانية مواصلة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، والثالثة الجهد السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية». وأضاف: «هذه الحلقات الثلاث متداخلة في الشكل والمضمون».