القاهرة ـ الأخبارخاص بالموقع - تضاربت، أمس، المعلومات بشأن مصير حكومة رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف، وما إذا كان الرئيس حسني مبارك بصدد إجراء تعديلات وزارية على تركيبة الحكومة على خلفية شائعات عن تلقّي الرئيس مبارك تقارير رسمية من عدة جهات رقابية وسيادية تتهم الحكومة بالتقاعس عن أداء عملها والتسبب فى عدة مشكلات للمواطنين بسبب بطء رد فعلها على الأزمات الداخلية الأخيرة التي شهدتها البلاد.
وذكرت مصادر مقرّبة من الرئاسة لـ«الأخبار» أن لا أحد في مصر يعلم حقيقة هذه التغيييرات، لكنها رأت في المقابل أن القرار بيد الرئيس مبارك وحده. فيما لاحظ مسؤول بمجلس الوزراء المصري في حيث إلى «الأخبار» أيضاً أن قصة التغييرات الوزارية هي شائعات تتداولها الصحافة المصرية بين حين وآخر، مشيراً إلى أن الحكومة اعتادت على مثل هذه الشائعات على مدى السنوات القليلة الماضية.
وأضاف «خلافاً لما يتوقعه الناس، فهذه الشائعات لا تربك الحكومة أو تؤثر سلباً على عملها، رئيس الحكومة مستمر كالمعتاد في عمله ولا يخشى التغيير لأنه سنّة الحياة». وتابع «البعض يطلق شائعة عن تغيير الحكومة أو قرب تعيين رئيس جديد لها، ثم لاحقاً يصدّقها ويتداولها الآخرون، هذه سمة أساسية في الواقع السياسي المصري».
وشدد المصدر نفسه على أن التغيير هو قرار الرئيس مبارك ولا ينازعه فيه أحد مطلقاً، معتبراً أن الحكومة مستمرة في أداء عملها والمهام المنوطة بها حتى آخر لحظة.
وراجت أمس تكهنات عن أن الدكتور نظيف في طريقه إلى الخروج من الحكومة، فيما رشح البعض رشيد محمد رشيد وزير التجارة لكي يحل محله. لكن قيادياً بارزاً في الحزب الوطني الحاكم قال لـ«الأخبار» إنه يصعب القيام باستبدال رئيس الحكومة أو إجراء أي تغييرات جوهرية على تركيبتها قبل الانتخابات المقررة لمجلس الشورى خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأضاف «الدولة مقبلة على سنة انتخابات حاسمة، وربما لا يعتبر الوقت مناسباً لكي يحدث التغيير الآن، ربما في مرحلة لاحقة، الرئيس يتابع عن كثب أداء الحكومة، ولديه ملاحظات على عملها، لكن ذلك لا يعني أن الرئيس سيعيّن رئيساً جديداً للحكومة قريباً».
في هذه الأثناء، التقى الرئيس المصري الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي حلّ برفقة رئيس ديوانه الملكي ناصر اللوزي في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، في زيارة مجاملة هي الرابعة من نوعها التي يقوم بها رئيس عربي لمصر لتهنئة مبارك على نجاح العملية الجراحية التي خضع لها أخيراً في ألمانيا.
وكان في استقبال الملك الأردني لدى وصوله مطار شرم الشيخ الدولي أنس الفقي وزير الإعلام واللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ جنوب سيناء، فيما قالت مصادر مطّلعة إن المحادثات تناولت تطورات عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى العلاقات العربية والثنائية.
وكان الرئيس مبارك قد أعرب في اتصال هاتفي مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، الذي التقاه في شرم الشيخ أول من أمس، عن تقديره البالغ للّفتة الكريمة بهذه الزيارة لتهنئته بتعافيه من العملية الجراحية التي أجريت له، وعن اعتزازه بمشاعره الأخويّة تجاهه واطمئنانه المتواصل على صحته منذ إجراء تلك العملية.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، أن الزيارات التي يقوم بها القادة العرب حالياً إلى مصر لتهنئة الرئيس مبارك بتعافيه من الجراحة التي أجريت له ستسهم في تنقية الأجواء العربية، وسيكون لها فوائد كثيرة لدعم مسيرة العمل العربي المشترك. ورأى أن هذه اللقاءات سوف تكون فرصة جيدة لمناقشة الكثير من الهموم والقضايا العربية، وسيكون لها مردود إيجابي كبير.
وحتى الآن، زار كل من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والرئيس الفلسطيني محمود عباس والعقيد القذافي الرئيس مبارك بمقر إقامته في شرم الشيخ حتى الآن.
في المقابل، أرسل كل من رئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور ورئيس مجلس الشورى، صفوت الشريف، برقيتي تهنئة الى الرئيس مبارك بمناسبة ذكرى تحرير سيناء.