واصلت الإدارة الأميركية، ممثلةً بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هذه المرّة، تغليف موقفها السلبي إزاء سوريا، بالتشديد على ضرورة التواصل معها على مستويات دبلوماسية عليا، وذلك على خلفية الاتهامات الأميركية والإسرائيلية لدمشق، بتزويد حزب الله بصواريخ «سكود».وبعدما أطلق نائب كلينتون، جيفري فيلتمان، مواقفه الممزوجة بالتهديد وبالرغبة في التواصل مع القيادة السورية، أول من أمس، انتهزت وزيرة بلاده مناسبة مشاركتها في مؤتمر حلف شمال الأطلسي، في العاصمة الإستونية تالين أمس، لتدافع عن استراتيجية إدارتها في الالتزام بعلاقات دبلوماسية مع دمشق، متهرّبة من الإجابة عن السؤال المركزي: هل زوّدت إيران، سوريا، صواريخ الـ «سكود» التي تدّعي تل أبيب تسليمها إلى حزب الله. وفي مؤتمر صحافي مع نظيرها الإستوني أورماس باييت، قالت كلينتون «عبّرنا مباشرةً للحكومة السورية، وبأقسى المصطلحات الممكنة، عن قلقنا إزاء القصص التي تفيد أنّ شحنات من التكنولوجيات العسكرية وصلت إلى سوريا بهدف محتمل هو إيصالها لاحقاً إلى حزب الله».
وعن إصرار إدارتها على تسريع إرسال السفير الأميركي المعين حديثاً، روبرت فورد، إلى عاصمة الأمويين، أشارت كلينتون إلى أنّ هذه الخطوة «ليست نوعاً من المكافأة للسوريين وللتصرفات التى يقومون بها، والتي تثير قلقاً عميقاً، بل إنها أداة نعتقد أنها ستمنحنا نفوذاً إضافياً وتضيف عمقاً وتحليلاً ومعلومات بخصوص تصرفات سوريا ونواياها». وأضافت: «نعتقد أن وجود سفير هناك يضيف القدرة على نقل تلك الرسالة بقوة، ونأمل أن يؤثّر في سلوك سوريا»، معيدة التذكير باللائحة الطويلة للاعتراضات الأميركية على سياسات دمشق إزاء كل من «تغذية العنف في العراق، واستضافة منظمات إرهابية فلسطينية». ورغم ما وصفته الوزيرة الأميركية بأنه «عدم تلبية سوريا للمطالب الأميركية القديمة بوقف التدخل في شوؤن لبنان، وبذل جهد أكبر للتوصل إلى سلام مع إسرائيل»، فإنها خلصت إلى أنّه «في مصلحة الولايات المتحدة أن يكون لها سفير في دمشق». كلام كلينتون، كما كانت حال نائبها فيلتمان، موجَّه خصوصاً إلى جمهوريي أميركا وبعض ديموقراطيّيها الذين يخوضون حملة شرسة ضد سياسة الانفتاح على نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي السياق، تساءل النائب الديموقراطي، إليوت إنغلز، «هل لدينا حقاً سياسة نحو سوريا، وهل هي تحقّق أفضل مصالحنا؟»، حاثاً على اتخاذ موقف أكثر صرامةً تجاه الأسد.
بدوره، أشار النائب الجمهوري دان بيرتون إلى أنّ شحنة صواريخ الـ«سكود» «كانت بصقة من السوريين في وجهنا»، مستشهداً بمجموعة من التحركات التي قامت بها سوريا «وتتعارض مع مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، ومنهم إسرائيل».
(رويترز، أ ف ب)