محمد بديرتشعّبت تفرّعات فضيحة الفساد الكبرى في تاريخ إسرائيل، المعروفة باسم «قضية هوليلاند»، مع اتساع دائرة المسؤولين المشتبه في تورّطهم فيها واقترابها من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بحسب تحقيقٍ تنشره «يديعوت أحرونوت» اليوم.
وتتمحور القضية حول تسهيلات قدّمتها جهات نافذة في بلدية القدس لبعض المتموّلين، وتتعلّق بتحويل التصنيف العقاري لمساحات من الأراضي التي يمتلكونها بحيث أصبحت أراضي صالحة للبناء السكني، الأمر الذي رفع ثمنها عشرات الأضعاف. وتشتبه التحقيقات في تلقّي مسؤولين في البلدية، بينهم إيهود أولمرت وأوري لوبولانسكي، رشى من أصحاب العقارات الواقعة جنوب غرب المدينة المحتلة، التي شهدت بناء مشاريع سكنية ضخمة أطلق عليها اسم «هوليلاند».
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد حققت مع لوبولانسكي الأربعاء وحوّلته إلى الاعتقال المنزلي، فيما نفى أولمرت أي دور له في القضية. وأعلن استعداده للخضوع لأي استجواب يتعلق بالموضوع. وتنتظر الشرطة عودة مديرة مكتب أولمرت، شولا زاكين، من الولايات المتحدة، حيث يتوقع اعتقالها فور دخولها إسرائيل بشبهة ضلوعها في قضية «هوليلاند»، وخصوصاً في ما يتعلق بتلقّي أولمرت رشى.
وأعلنت محكمة إسرائيلية، أمس، تمديد اعتقال النائب السابق لرئيس بلدية القدس، يهوشوع بولاك، لمدة أسبوع للاشتباه في حصوله على رشى بقيمة مئات آلاف الشواكل لتسهيل حصول مشروع «هوليلاند» على الترخيصات اللازمة في لجان التخطيط البلدية واللوائية. إلا أن القضية، التي بدأت في نطاق بلدية القدس، أخذت تمتد كبقعة الزيت، لتكشف تشعّباتها عن حالات أخرى نُفّذ فيها سيناريو شبيه بما حصل في «هوليلاند».
وفي هذا الإطار، تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، عن «الصفقة العقارية»، التي يشتبه في المدير العام السابق لـ«دائرة أراضي إسرائيل»، يعقوب أفراتي، بتلقّي رشى فيها لقاء تغيير التصنيف العقاري لأراضٍ زراعية تمتلكها عائلة دانكنر الثرية في منطقتي عتليت وإيلات شمال وجنوب إسرائيل، ما أدى إلى ارتفاع ثمنها ارتفاعاً كبيراً للغاية. واعتقلت الشرطة الإسرائيلية، أول من أمس، داني دنكنر، الرئيس السابق لبنك «هابوعاليم»، كما اعتُقل أفراتي أيضاً. وفي السياق، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنها ستنشر اليوم تحقيقاً يفيد بأن نتنياهو تدخّل في قرارات تتعلق بزبائن محاميه دافيد شيمرون، الذي فوّض إليه صياغة «الإصلاح العقاري». ويكشف التحقيق عن العلاقة بين نتنياهو وشيمرون، الذي بادر إلى الإصلاحات التي أقرّتها حكومته في مجال الأراضي، وصاغ أفكارها، ويعمل في مجال تمثيل مقاولي بناء وأصحاب رؤوس أموال. وقالت الصحيفة إن نتنياهو مطّلع على الأقل على قسم من المشاريع التي يعتني بها شيمرون، حتى إنه كان ضالعاً في الماضي في قرارات بشأن هذه المشاريع.