خاص بالموقع - أعلن مسؤولون سودانيون الأحد أن اشتباكات بين جيش جنوب السودان وقبائل عربية في إقليم دارفور أسفرت عن مقتل 58 شخصاً، مما يثير التوتر على الحدود بين الشمال والجنوب، فيما بدأت تظهر نتائج أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد بعد أيام من التأجيل.وقال شيخ قبيلة الرزيقات العربية، محمد عيسى عليو من جنوب دارفور إنه كان هناك تحرك من جانب قبيلة الرزيقات ومن الجيش الشعبي لتحرير السودان. وأوضح أنه لا يستطيع تحديد من الذي بادر بالهجوم لكنه قال إن الجانبين اشتبكا.
وأشار إلى أن الاشتباكات وقعت يوم الجمعة وأسفرت عن سقوط 58 قتيلاً و85 جريحاً من قبيلة الرزيقات، مضيفاً أن الهجوم كان في منطقة بلبلة في جنوب دارفور المتاخمة لولاية غرب بحر الغزال في الجنوب.
وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان، إن جيش الشمال هاجمه في راجا وهي منطقة نائية بولاية غرب بحر الغزال بالقرب من منطقة قتل فيها خمسة مسؤولين على الأقل من حزب المؤتمر الوطني الحاكم وأربعة آخرون على يد جندي من الجيش الشعبي لتحرير السودان خلال الانتخابات التي بدأت في 11 نيسان واستمرت خمسة أيام.
وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي، مالاك أيوين، في وقت متأخر أمس السبت، إن قواته تعرضت لهجوم من قوات الجيش الشمالي في اليوم السابق. إلا أن متحدثاً باسم الجيش الشمالي، نفى أي صلة للجيش بالهجوم، لكنه أكد هجوم الجيش الشعبي على قبيلة الرزيقات في دارفور ووصفه بأنه انتهاك واضح لاتفاق السلام.
وبدأت نتائج الانتخابات التي قاطعتها أحزاب معارضة بالشمال وشابتها اتهامات بالتزوير تظهر، وإن كان ببطء، بعد أيام من التأجيل.
وقالت مصادر دولية إن مسؤولي الانتخابات السودانيين الذين يعانون ضغوطاً شديدة طلبوا من الموظفين توفير الوقت والكف عن إدخال النتائج في نظام كمبيوتر آمن، مما يترك عملية فرز الأصوات عرضة للتزوير والخطأ.
وأوضح أحد المراقبين أن برنامج الكمبيوتر يظهر علامات تدل على وجود أخطاء أو معلومات مثيرة للريبة، مثل أن تكون نسبة الإقبال أكثر من 100 في المئة.
وأضاف «ما أفهمه هو أنه في أماكن عدة كان يُتحفَّظ على كل نتيجة تقريباً لوجود استفسار بشأنها لسبب أو لآخر».
فيما قال مصدر دولي آخر، مطلع على نظام التصويت، إن نظام الكمبيوتر أظهر بالفعل تباينات.
وقال المصدر «التخلي عن النظام الآلي يجعل عملية النتائج بكاملها عرضة تماماً للتلاعب»، موضحاً أن المفوضية القومية للانتخابات تلقت نصيحة ضد هذه الخطوة.
ومن المتوقع أن يؤلّف حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان حكومة ائتلافية، إذ يبدو أن الحزبين عقدا العزم على احتفاظ الأول بهيمنته على الشمال والثاني على الجنوب.
(رويترز، أ ف ب)