استمر الغزل العلني بين القاهرة ودمشق، فيما لا تزال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لمصر قيد الانتظار. زيارة ظاهرها الاطمئنان إلى الرئيس المصري وباطنها عودة التنسيق
القاهرة ـــ الأخبار
التزمت السلطات السورية الصمت حيال تصريحات غازل فيها وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، دمشق بصورة لافتة تعبّر عمّا وصفته مصادر دبلوماسية عربية، برغبة مصرية في فتح قنوات حوار مع سوريا وطيّ صفحة الفتور التي شابت العلاقات بين البلدين على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وعلى الرغم من أن سفير سوريا في القاهرة، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، يوسف الأحمد، رفض التعليق على هذه التصريحات، إلا أن مصادر عربية رأت أنها نتاج لـ«وساطة سعودية حميدة بين القاهرة ودمشق». ورأت أن التصريحات الايجابية لأبو الغيط، التي تمثل نقلة نوعية في الأداء المصري تجاه سوريا، تستهدف تهيئة الأجواء قبل قمة ثنائية بين الرئيسين المصري والسوري.
وتترقب الأوساط المصرية والسورية زيارة سيقوم بها الأسد إلى القاهرة لتهنئة مبارك بنجاح العملية الجراحية، لكن لا أحد في القاهرة أو دمشق لديه أدنى فكرة عن توقيت الزيارة ومكانها. وعن الغموض الذي يكتنف الزيارة، رأت مصادر سورية ومصرية أن «الترتيبات الخاصة بها تجري في إطار ضيق للغاية بين مكتبي الأسد ومبارك، وبالتالي فإن المعلومات المرشحة عنها قليلة».
واكتفى مسؤول مصري بالتأكيد أن «الزيارة واردة في أي وقت، في ضوء ارتباطات الرئيسين مبارك والأسد». ولمّحت مصادر عربية إلى أن «المهم ليس هو توقيت الزيارة بل فحواها»، مشيرةً إلى أن «القاهرة تسعى إلى استعادة الدفء المفقود فى علاقاتها مع دمشق»، للتخفيف ممّا سمته «قوة الاندفاع السوري نحو تطوير العلاقات مع إيران وتعظيمها».
وقالت المصادر إن القاهرة، التي لم تخف يوماً امتعاضها من المحور السوري الايراني، ترى أن «الوقت قد حان لتفكيك هذا المحور من دون التدخل في الشؤون السورية». وأعربت عن اعتقادها أن «هذا المحور يخدم المصالح الإيرانية في المنطقة أكثر من أي دولة أخرى، بما في ذلك سوريا».
وكان أبو الغيط قد استغل فرصة زيارته الخاطفة لبيروت أخيراً، ليؤكد من دون سابق إنذار، في لهجة معتدلة غير معهودة تجاه سوريا، عمق العلاقات المصرية ـــــ السورية. وقال إنها «علاقات محورية على صعيد العمل العربي المشترك»، معرباً عن أمله أن تتطور هذه العلاقات إلى «ما نبتغيه لها».
وعمّا قيل عن الترتيب لعقد قمة ثلاثية عربية تجمع الرئيسين المصري والسوري إلى جانب الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، أشار أبو الغيظ إلى أنه لم يكن هناك ترتيب لمثل هذه القمة، مشدداً على أن «زيارة الرئيس السوري لمصر لن تتأخر»، ومؤكداً أن «مصر ترحب بزيارته».
من جهة ثانية، بحث مبارك مع نظيره السوداني عمر البشير، أمس في مدينة شرم الشيخ، آخر التطورات على الساحة السودانية، فيما استقبل المستشار الخاص لسلطان عمان قابوس بن سعيد.
وأكد مبارك خلال لقائه البشير، الذي قام أمس بأول زيارة خارجية له بعد يوم من إعلان فوزه رسمياً بولاية رئاسية جديدة، حرص مصر على تحقيق الاستقرار والسلام فى السودان الشقيق، وعلى استمرار وحدته.
وقالت مصادر مصرية إن المباحثات بين الطرفين تناولت أيضاً الأوضاع في إقليم دارفور وإجراءات تنفيذ اتفاقية السلام في السودان، إلى جانب عدد من القضايا والتطورات الجارية على الساحة العربية.