خاص بالموقع - بدت لينا كأنها لا تصدق أنا تحمل جهاز الكومبيوتر المحمول الذي تسلمته من ادارة مدرستها التابعة لوكالة «الاونروا» في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين. وعبّرت عن رغبتها في التواصل مع صديقاتها عبر الانترنت.وتقول لينا الغول (8 أعوام)، وقد جلست إلى طاولة بجانب أربعة من اقرانها أمام الكومبيوتر المحمول، والابتسامة تعلو وجهها «هذه أول مرة يكون لي لابتوب حلو». وتضيف ببراءة «أريد أن أتعلم وأتصل بالانترنت مع صديقاتي».
وفي حفل أقيم صباح أمس في مدرسة أساسية في رفح، بحضور مفوض وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين، فيليبو غراندي، بدأت «الأونروا» حملتها لتوزيع خمسمئة ألف جهاز كومبيوتر محمول في الشرق الأوسط، بينها مئتا ألف جهاز على تلامذة مدارسها في قطاع غزة، وذلك في اطار خطة لخلق شبكة تعليم الكتروني. وجرى توزيع 2200 جهاز كمبيوتر محمول في مدارس الأونروا في رفح.
وعبّر عدنان طافش، وهو في الصف الثاني الأساسي، عن سعادته لحصوله على «لابتوب» من المدرسة. وقال بارتباك «هذه أول مرة أتعلم فيها استخدام الكومبيوتر. المدرس يعلمنا. ليس في بيتنا كومبيوتر». تقاطعه لينا ضاحكة «سأكون افضل منك في لعبة تذكر (برنامج تدريبي للرياضيات) على اللابتوب».
لكن صديقتها هبة عابد (11 عاماً)، لم تخف حزنها وغضبها لعدم حصولها على جهاز لابتوب، وتتساءل «لا اعرف لماذا لم يعطوني لابتوب مثل لينا. من حقي أن أتعلم».
وأعلن غراندي بدء حملة «لابتوب لكل تلميذ» رسمياً، مشدداً على أهمية مساعدة التلاميذ الفلسطينيين في التعليم، في ظل المعاناة التي يواجهونها.
من جهته، أكد مدير المشروع في قطاع غزو، روبير فاضل، أنه «سيشرف مباشرة على عملية توزيع اجهزة الكومبيوتر بدعم من مؤسسة لابتوب لكل طفل»، على مدار عامين ليصل جهاز لكل تلميذ في القطاع.
وأنهت الأونروا برنامج تدريب حول التعليم الالكتروني لمئتي مدرس في القطاع، بعضهم يعمل «مؤقتاً» ضمن مشروع مادة الحاسوب. ويشرح مدرس المادة، محمد وهبة، أن «المرحلة الأولى تتركز على تعليم التلاميذ استخدام اللابتوب كشيء جديد لهم. ومدخلنا في التعليم برامج ألعاب ترفيهية تحتوي على مسائل رياضية». فيما شددت المدرسة فاطمة موسى على «أهمية توفير لابتوب لكل تلميذ في ظل الوضع الاقتصادي الصعب. هذا سيساعدهم على التعلم الالكتروني والتواصل مع المدرسين وأصدقاء جدد في العالم».
في السياق، أوضح المتحدث باسم الأونروا، عدنان أبو حسنة، أن التلميذ «سيرتبط مع المدرسة والمدرس عبر شبكة الانترنت اللاسلكي التي نقوم بتركيبها في كل المدارس، بحيث يتسنى للتلاميذ مواصلة التعليم حتى في ظل الازمات التي يمر بها قطاع غزة».

(أ ف ب)