في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الفلسطيني إلى غطاء عربي لاستئناف المفاوضات، كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي شروطه التفاوضية، وفي مقدمتها أن لا إنهاء للاحتلال، ما لم يتحقق الانسحاب من الأغوار
علي حيدر
طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس السلطة الفلسطينية بـ«النزول عن الشجرة» والعودة إلى طاولة المفاوضات، مشترطاً إبقاء قوات للجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية في الأغوار «لمنع تهريب الصواريخ».
ورفض نتنياهو، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، «تكرار الخطأ مرة ثالثة بعد الانسحاب من قطاع غزة ولبنان»، مشيراً إلى أن إسرائيل تلقت الصواريخ من هذين المكانين بعد الانسحاب منهما. وأضاف: «لا يمكننا الانسحاب من الضفة إذا لم نحصل على ضمان بأنها ستكون خالية من السلاح والذخائر»، مكرراً موقفه، أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.
وقدّم نتنياهو شرطاً آخر لقبول قيام دولة فلسطينية، وهو إبقاء قوات الاحتلال على الحدود الشرقية في الأغوار «لمنع تهريب الصواريخ».
في المقابل، شهدت الجلسة سجالاً حاداً بين نتنياهو وزعيمة المعارضة رئيسة حزب «كديما» تسيبي ليفني التي ردت على رئيس الوزراء بالقول إن إبقاء الجيش على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية يعني «استمرار الاحتلال»، لا دولة منزوعة السلاح.
وفي سياق المشادات الحامية بين الطرفين، قال نتنياهو لليفني: «أنا أفهم أنه بالنسبة إليك تكفي ورقة لضمان عدم سقوط صواريخ في إسرائيل»، موجهاً إليها سؤالاً عمّا إذا كانت «التنازلات التي قمت بها أنت و(رئيس الوزراء السابق إيهود) أولمرت ملزمة لإسرائيل؟». وطالبها بالكشف عما «تنازلتما عنه» في حين أنهما لم يصلا إلى اتفاق في أي مرحلة، بل «إلى حافة التوصل لاتفاق».
وردت ليفني بالقول إن «الفرق بيننا أنني أصر على هذه الأمور داخل غرف المفاوضات بقوة، وأنت تصرخ في الخارج، ربما من لإظهار القوة أو إيجاد تمايز عنا أو وضع المزيد من العقبات». واتهمت ليفني نتنياهو بالاستناد إلى استطلاعات الرأي في إسرائيل والولايات المتحدة في خطواته السياسية، ودعته إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من المرحلة التي توقفت عندها.
وعن ملف الجندي الأسير جلعاد شاليط، قال نتنياهو إنه «لا يزال ينتظر رد حركة حماس على عرضه الأخير، بعدما قدمت حكومته مبادئها في هذا المجال وكرر رفضه إطلاق سراح أسرى فلسطينيين إلى الضفة، حيث يكون بالإمكان أن يصلوا منها إلى القدس بسهولة وتل أبيب ورعنانا». وأضاف: «قلنا للوسيط الألماني إننا مستعدون لتحرير أسرى من أجل إحضار جلعاد إلى البيت سالماً ومعافى»، لكنه اشترط لذلك أن «لا تتكرر مشاكل صفقتي (أحمد) جبريل و(الحنان) تننباوم التي قام في أعقابهما أسرى محررون بقتل إسرائيليين».