خاص بالموقع- يواجه الإسلاميون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذين يحكمون قطاع غزة، تحدياً أمنياً متصاعداً من جماعات فلسطينية يلهمها فكر تنظيم القاعدة في القطاع، حيث ينتشر التيار الديني المحافظ. وصعّد السلفيون الذين تتعارض أجندتهم للجهاد ضد الغرب مع الأهداف الوطنية لحماس من هجمات القنابل في القطاع، في الأسابيع القليلة الماضية، واستهدفوا رجال أمن من حماس ومكاتب تابعة لها.
ويرى محللون أن هذه الجماعات التي تسير على نهج القاعدة لكن لا صلات واضحة تربطها بها، لا تمثل تهديداً فورياً لسلطة حماس على القطاع، لكنها ستكون شوكة في حلق الحركة في المستقبل المنظور.

وقال المحلل السياسي طلال عوكل «حماس قادرة على محاصرة هذه الجماعات وإضعافها إلى حد كبير، ولكنه أمر مكلف سياسياً وأمنياً وأخلاقياً، لأن الصراع في هذه الحالة سيدور بين مجموعات لها الإيديولوجية نفسها».

ووصف عوكل الجماعات الإسلامية الأصولية بأنها مثار قلق أمني لحماس التي يعتقد السلفيون أنها خالفت الإسلام عندما شاركت في انتخابات فلسطينية دعمتها واشنطن عام 2006، وفازت فيها الحركة الإسلامية.

وأفادت مصادر مقرّبة من جماعات سلفية بأن أصوليين فجّروا ثلاث قنابل في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، الأسبوع الماضي، بالقرب من منزل رئيس وزراء حكومة حماس إسماعيل هنية، والذي يحظى بحراسة مشددة. ووصفت المصادر الانفجارات ـ التي تختلف عن هجمات سابقة شنّتها الجماعات السلفية واستهدفت مقاهي إنترنت وكنائس ـ بأنها رسالة إلى هنية ليوقف حملة اعتقالات لأعضاء الجماعات.

وتتفاوت الجماعات السلفية في غزة في القوة بين جماعتي جند أنصار الله وجيش الإسلام اللتين يعتقد أن عدد أعضائهما يصل إلى عدة مئات، وجماعات صغيرة لا يتعدى عدد أعضائها العشرات. وبعض هذه الجماعات حلفاء سابقون لحماس أو تشمل أعضاءً سابقين في حماس انقلبوا عليها في ما بعد.

وقلّل المتحدث باسم وزارة الداخلية في حماس، إيهاب الغصين، من أهمية الهجمات، وقال إن القنابل كانت بدائية الصنع، وإنّ قوات الأمن اعتقلت رجلاً كان يصنعها. وأضاف أن المعتقل لا تربطه صلات بأي جماعة، فيما قالت مصادر سلفية إن من زرعوا القنابل متعاطفون في صفوف حرس هنية.

وكان القطاع قد شهد عدداً من الانفجارات التي رُبطت بجماعات سلفية، أهمها قنبلة دمّرت سيارة رباعية الدفع يملكها مسؤول أمني بارز في غزة في كانون الثاني، وكذلك استهداف قائد كبير في حماس، الشهر الماضي، بانفجار قنبلة في بلدة رفح في جنوب غزة. وذكرت مصادر مقرّبة من جماعات سلفية أن الضابطين كانا «يقتلان ويعذبان» مقاتلين إسلاميين.

وفي أخطر أعمال العنف بين حماس والسلفيين، دهمت قوات من حماس مسجداً في رفح، في آب الماضي، بعدما أعلن زعيم جماعة تطلق على نفسها اسم جند أنصار الله الحكم الإسلامي في البلدة الواقعة على الحدود مع مصر، حيث قتل حوالى 28 شخصاً بينهم زعيم الجماعة.

وتتهم جماعات سلفية حماس منذ ذلك الحين بمحاولة منعها من إطلاق صواريخ على إسرائيل.

وقال عضو في جماعة سلفية، لم يذكر من اسمه سوى أبو عبد الله، «إذا طبّقت حماس الشريعة وحكم الله، فنحن سنكون جنوداً لها، وإلى أن يتحقق ذلك، رؤيتنا تبقى أن حكومة حماس هي حكومة علمانية تعوق تطبيق حكم الله».

وتجدر الإشارة إلى أنه لا صلات تربط هذه الجماعات بالقاعدة، لكنها تستشير أنصاراً معروفين للتنظيم وتتبع تعليماتهم، مثل الأردني أبو محمد المقدسي، مرشد أبو مصعب الزرقاوي قائد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، الذي قتلته قوات أميركية في العراق عام 2006. ويعبّر ناشطون سلفيون عن احترامهم وولائهم لأسامة بن لادن زعيم القاعدة وأيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم.



(رويترز)