خاص بالموقع - ليس في العراق نظام مصارف إلكترونية ولا بطاقات ائتمان ولا قانون يقيد الإنفاق الانتخابي. واستغل هذا الأمر المرشحون للانتخابات الذين لم يتورعوا عن تقديم الأموال والأسلحة والأراضي للناخبين.ويقول محمد علي، وهو رياضي من مدينة الناصرية، إنّ أحد المرشحين على لائحة رئيس الوزراء نوري المالكي عرض أسلحة ومالاً على مسؤولي إحدى القبائل في المدينة. ويضيف علي إنّ مرشحاً آخر أهدى فريقه الرياضي ثياباً، لكنّ أعضاء الفريق أوضحوا له أنّهم لن يصوّتوا له بالضرورة.
ودافع المالكي عن هذه الممارسات، قائلاً إنّه سيعطي أسلحة لكلّ من ساهم في الدفاع عن أمن البلاد. ولم تنفع تدخلات المرجع آية الله علي السيستاني، الذي كرر أنّ الرشوة حرام، في إيقاف هذه الممارسات.
في محافظة ديالى، لم تكن الرشى مهمة كالسلاح والمال، لكنّها قوبلت بترحيب على كلّ حال. ويضحك الطالب أحمد عدنان حين يصف كيف اصطفّ الناس في الشارع حيث يسكن لتلقّي دجاجة مجمّدة من مسؤولين في الحزب الإسلامي. ويضيف إنّه طلب من البعض أن يحلفوا على القرآن بأنّهم سينتخبون الحزب في الانتخابات التي تجرى يوم الأحد المقبل. وتقول فاطمة زهير إنّ أحد مرشحي قائمة «العراقية» التي يرأسها رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي عرض مئة ألف دينار (85 دولاراً أميركياً) مقابل صوتهم، لكنّ البعض رفض.
ويصرف المرشحون الكثير من الأموال على الدعاية الانتخابية والرشى، أملاً بالفوز بمقعد في البرلمان والحصول على راتب يقارب المئة ألف دولار أميركي في السنة لا يخضع للضريبة.
لكنّ هذا الأسلوب لا ينطبق على جميع المرشحين. فالمستقل جيلان صديق المرشح عن أحد مقاعد بغداد دهن واجهة أحد المباني وعلّق صورة كبيرة له.
أما في الشمال، حيث المعركة محتدمة بين التحالف الكردستاني وقائمة التغيير، فيقول سائق سيارة أجرة، اراس كريم، إنّه حصل على مسدس، لكنّه لا يهتم لمن سيصوت ويهمّه فقط الحفاظ على حياته.
أما كريم محمد، وهو مقاتل سابق في قوات البشمركة، فقد طلب منذ فترة من رئيسه الفاعل في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني قطعة أرض، لكنّه رفض. إلا أنّه عاد واتصل به قبل أيام عارضاً عليه قطعة الأرض، فكان الرفض من محمد هذه المرة لأنّه أصبح مناصراً لقائمة التغيير المعارضة.
(رويترز)