خاص بالموقع - استطاعت النساء في العراق أن يحفرن لأنفسهن مكاناً في النظام التشريعي العراقي، بعدما فرضت الكوتا النسائية التي تتطلب أن يكون ربع البرلمان مكوناً من النساء. لكنّ هؤلاء النسوة اكتشفن أنّ وصولهن إلى البرلمان لا يعني زيادة قوتهن، وخصوصاً أنّ المشرعات لا يتفق بعضهن في معظم الأحيان مع بعض.ولم تؤد الكوتا إلى مزيد من الاحترام لدور المرأة في المجتمع فالمنتخبون يقترعون للنساء لأنّ القانون يجبرهم على ذلك.
وتقول النائبة عن التيار الصدري مهى الدوري إنّ الكوتا كانت مهمة في الانتخابات الماضية «لكوننا نعيش في مجتمع ذكوري النزعة». وتضيف أنّ الكوتا سمحت للنساء بأن يحظين بدور سياسي. لكنّ الدوري التي تخوض معركة إعادة انتخابها الأحد المقبل تقول إنّه يجب إلغاء الكوتا النسائية في المستقبل لتتنافس المرأة مع الرجل بكل مساواة. وتعلل الدوري ذلك بأنّ النساء أثبتن فعاليتهن في العمل السياسي.
وطبقت الكوتا تحت ضغط من الولايات المتحدة الأميركية التي أرادت إعطاء النساء دوراً أكبر في العملية السياسية. وتساءل البعض عن السبب وراء ذلك، وخصوصاً أنّ الكوتا غير مطبقة في أميركا حيث تمثّل النساء 17 في المئة من عدد النواب و15 في المئة من عدد الشيوخ.
لكن تغيير العادات يتطلب وقتاً طويلاً في العراق حيث لا يزال هناك تباين كبير في الآراء بشأن دور النساء، وخصوصاً في السياسة.
وترى ميسون الدملوجي النائبة عن قائمة «العراقية» التي تخوض أيضاً معركة إعادة انتخابها، إنّه يجب فرض الكوتا النسائية على فروع أخرى في الحكومة مثل السلطة التنفيذية والقضائية. لكنّها تعترف ببعض مساوئها.
فهي تقول إنّ بعض النساء ممن وصلن إلى مجلس النواب لا يؤمنّ بحقوق النساء ولا بالكوتا التي أوصلتهن إلى مناصبهن. وتضيف أنّ العديد من الناس يظنون اليوم أنّ النساء موجودات في البرلمان لشغل مراكز شاغرة وأنّهن غير فاعلات. وتقول إنّ النساء في المجلس يأتين من خلفيات متناقضة أحياناً من أحزاب دينية وأخرى علمانية لذلك فليس هناك توافق على برنامج عمل نسائي. وتضيف أنّه لم يحصل توافق إلا على مسألتين بين النساء في البرلمان وهما: تعليم النساء ووقف العنف تجاههن. «لقد اختلفنا على كلّ شيء آخر»، تقول الدملوجي.
ووفق القانون، يجب أن يكون هناك امرأة بين كلّ أربعة مرشحين على اللوائح، وسيكون 25 في المئة من أعضاء البرلمان الجديد من النساء من أصل 325 عضواً.
ولم تُستثنَ النساء من العنف الذي رافق الانتخابات، إذ قتلت المرشحة على قائمة «العراقية» سهى جار الله منذ ثلاثة أسابيع في الموصل على يد مسلحين.
وتقول المرشحة المستقلة جنان مبارك إنّ الأحزاب وافقت في 2005 على مبدأ الكوتا كي تملأ البرلمان بنساء تستطيع السيطرة عليهن. وتضيف أنّ الاحزاب استخدمت الكوتا ضد النساء، لا لأجلهن. وتوضح أنّها إذا نجحت في الوصول إلى مجلس النواب فستطرح قانوناً لإيجاد فرص عمل للنساء المطلقات والأرامل والفتيات غير المتزوجات، وهي الفئة التي تعاني كثيراً من البطالة.
(أ ب)