خاص بالموقع- حققت مرشحات إلى الانتخابات العراقية، المفاجأة الوحيدة خلال الحملة الدعائية، بتجاوزهن الخطب المملة لمنافسيهم من الذكور والظهور بكل جرأة غير محجبات على الملصقات، ما يمثّل تحدياً للأوضاع الاجتماعية والدينية المحافظة. وتؤكد فيروز حاتم بينما كانت تنضم إلى تجمع غالبيته من الرجال المعممين ونساء يرتدين العباءة التقليدية السوداء التي تغطيهن من الرأس حتى القدمين، «أمثّل ميزة لزملائي في اللائحة، وأعتقد أن الشباب سيصوتون لنا بسبب وجودي».
وتقول المرشحة عن الائتلاف الوطني الشيعي المحافظ: «من خلال تصويري حاسرة الرأس، أبرهن للناخبين أن قائمتنا ليست فقط من الإسلاميين».

وتعمل حاتم مديرة قناة تلفزيونية محلية، وترأس حزباً صغيراً للأكراد الفيليين الشيعة، الذين يقطنون في شرق البلاد. وطرد النظام السابق الآلاف منهم مطلع الثمانينيات.

وبينما كانت في الثالثة عشرة، وجدت نفسها في إيران حيث عاشت محجبة مدة عشرين عاماً قبل أن تستقر لأربع سنوات في السويد، ومن ثم العودة إلى العراق عام 2004.

وتضيف: «أعتقد أن عقلية الناخبين العراقيين تغيرت، وأنا مسرورة لأن صورتي تمرر رسالة مفادها أن الظروف قد تغيرت»، في إشارة إلى الميليشيات الدينية المنبثقة من الفوضى التي رافقت الاجتياح بإرغام النساء على ارتداء الحجاب تحت طائلة التهديد بتعرضهن للأذى.

ويترشح في ثاني انتخابات تشريعية منذ سقوط نظام صدام حسين 1801 امرأة، يكفل القانون وصول 82 منهن إلى البرلمان لأن الدستور يفرض وجود نسبة 25 في المئة من النساء.

من جهتها، تقول صفية السهيل المرشحة ضمن «ائتلاف دولة القانون»، بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي إنه «في 2005، لم تكن أسماء المرشحين وصورهم على الملصقات لاحتمال تحولنا إلى أهداف لتنظيم القاعدة الذي هدد بمنع إجراء الانتخابات».

وتضيف السهيل النائبة المنتهية ولايتها بعد انتخابها عام 2005 على لائحة إياد علاوي العلمانية: «إذا كانت المرأة غير محجبة، فهذا لا يعني أنها لا تلتزم التقاليد الدينية. ودستورنا واضح، فهو ينص على أن حكومتنا تحترم الإسلام، لكنها ليست دولة إسلامية».

وبالنسبة إليها كما للكثيرين من المرشحات، يتعلق الأمر «بمحو سنوات الظلام عندما كانت الميليشيات والخارجون عن القانون يرغمون النساء على تغطية أنفسهن ويمنعون الرجال من ارتداء الجينز».

ويؤدي انتشار ملصقات المرشحات إلى أمور غير متوقعة. ففي مدينة كركوك النفطية، أدت ملصقات لمرشحة تركمانية إلى حوادث مرورية.

ويقول أحد الضباط رافضاً الكشف عن هويته إن «السائقين يحدقون بصورة جالا نفطجي، ما يسبب اصطدامات».

وأقرت نفطجي (54 عاماً)، المرشحة على قائمة علاوي بأنها يمكن أن تكون سبباًً في الحوادث.

وتضيف ضاحكة: «سمعت بذلك، لكنني أعتقد أن المسؤولية تقع على عاتق التجربة الديموقراطية الجديدة في العراق. وفي كل الأحوال، فإن صور النساء غير المحجبات تجذب الناخبين».

أما صباح عبد الرسول التميمي التي تخوض الانتخابات على قائمة «ائتلاف وحدة العراق» بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني، فوزعت رقم هاتفها.

وأعربت عن اعتقادها أنّ «من الأفضل وضع رقم الهاتف على بطاقة بدلاً من إنفاق ملايين الدولارات في الملصقات. لذا، يمكن الناخبين سؤالي شخصياً عن برنامجي».

وتختم السهيل قائلة إن «المسألة لا تتعلق بالحجاب أو عدمه، فالمهم هو ما إذا كانت المرأة قادرة على أداء دورها في المجتمع العراقي».

(أ ف ب)