ميتشل في المنطقة غداً وبيريز متشائميحيى دبوق
رحب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بزيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى إسرائيل حيث يتوقع وصوله مطلع الأسبوع المقبل. ورأى أن الزيارة هي إشارة إلى حدوث تقدم في العملية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أمله أن «تسهم هذه الزيارة الهامة، في دفع عملية السلام قدماً».
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نتنياهو قوله، قبيل بدء جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، أن «بايدن هو صديق لدولة إسرائيل منذ سنوات طويلة، وهو صديق شخصي لي منذ ثلاثين عاماً، وآمل أن تسهم زيارته في تقدم العملية السياسية، وأنا مسرور بهذا التقدم، وقد نضجت الأمور».
وبحسب صحيفة «هآرتس»، فإن «نتنياهو يأمل أن تحسن عملية استئناف المفاوضات غير المباشرة، صورة إسرائيل في العالم، وأن تخفف الضغوط الأميركية والأوروبية عليه، لجهة استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، بشأن قضايا الحل الدائم»، في إشارة منه إلى القدس المحتلة والمستوطنات واللاجئين.
من جهته، رحب وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بإمكان استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، مشيراً إلى «أننا نعمل منذ فترة على استئناف هذه المحادثات». وقال: «نقدر جهود الولايات المتحدة ومصر، للشروع بمحادثات ستدخلنا لاحقاً في مفاوضات عملية، بشأن قضايا الحل الدائم» مع الفلسطينيين، مضيفاً أن «الالتزام الأعلى للحكومة الإسرائيلية، وبالتأكيد التزام حزب العمل المشارك فيها، هو الاهتمام بإجراء محادثات سياسية».

نتنياهو يأمل أن يحسن استئناف المفاوضات من صورة إسرائيل في العالم
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس، أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الاوسط، جورج ميتشل، سيصل إلى تل أبيب غداً السبت، مشيرة إلى أنه «ينوي إعلان بدء المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية».
وقالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية معنية بأن تُظهر للرأي العام إنجازاً سياسياً ما، لجهة المسار التفاوضي بين الدولة العبرية والسلطة الفلسطينية، بالتزامن مع وصول نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى إسرائيل. وبحسب الصحيفة، «ينوي ميتشل القيام بجولة مكوكية بين تل أبيب ورام الله، حيث يلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة محمود عباس».
وأضافت «هآرتس» أن «الأمل لدى الإدارة الأميركية أن تتمكن الاتصالات التي تجري حالياً مع الفلسطينيين، من انتزاع تصريح علني وواضح من كلا الطرفين، بشأن استعدادهما لاستئناف المفاوضات غير المباشرة، الأمر الذي يسمح بعرض المسألة بوصفها إنجازاً قد تحقق بالفعل، بالتزامن مع زيارة بايدن»، مشيرة إلى أن «ميتشل سيلتقي بايدن فور وصوله إلى إسرائيل بعد ظهر الاثنين المقبل، لإطلاعه على محادثاته مع الجانبين، وما إذا حدث تقدم في الوساطة الأميركية».
وأكد مصدر فلسطيني لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، البدء في «محادثات التقريب» بين الجانبين، خلال الأيام القليلة المقبلة، مرجحاً أن يحصل ذلك في أعقاب القمة العربية المزمع عقدها في ليبيا على أبعد تقدير. وبحسب المصدر نفسه، فإن خبراء فلسطينيين على علاقة بملف التفاوض، استُدعوا إلى رام الله، ومن بينهم خبراء في الخرائط الجغرافية، في إشارة منه إلى أن مسألة الحدود النهائية ستكون في صلب المحادثات المرتقبة.
وبحسب موقع «يديعوت أحرونوت»، من المتوقع أن يرأس الوفد الفلسطيني خلال المحادثات، كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، فيما سيرأس الوفد الإسرائيلي مستشار نتنياهو، المحامي إسحاق مولخو. وأشارت الصحيفة إلى أن «مسألة المكان الذي ستجري فيه المحادثات، لم تُُحسم حتى الآن، رغم أن تقارير إعلامية تحدثت عن إجرائها بين رام والقدس المحتلة. ولم تستبعد تقارير أخرى حصولها في الولايات المتحدة، على أن يتنقل مساعدو ميتشل بين الجانبين في جولات مكوكية، لنقل وجهات النظر».

بيريز متشائم


الرئيس الإسرائيلي يسعى إلى ضم «كديما» إلى الائتلاف الحكومي لتحقيق تقدّم

ورغم توقع بدء المفاوضات غير المباشرة قريباً، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، يستبعد إمكان حدوث تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين، لأن أحزاب اليمين المشاركة في حكومة نتنياهو تقيد يديه. وبحسب الصحيفة، فإن بيريز «يعمل على إعداد الأسس اللازمة لتأليف حكومة وحدة، تجمع حزبي الليكود وكديما» كي تتمكن من تحقيق نتائج في المفاوضات المزمع إجراؤها، مشيرة إلى أن بيريز قال في جلسات خاصة في الأيام القليلة الماضية، إن «نتنياهو لا يستطيع التقدم في المسار السياسي مع الفلسطينيين مع وجود ائتلاف حكومي كهذا يترأسه، إذ إن المسيطر على قرار الحكومة هو اليمين».
ورأى بيريز أنه «من أجل السير قدماً في العملية السياسية، فإن نتنياهو ملزم بضم كديما إلى حكومته، وتوسيع القاعدة الائتلافية للحكومة من خلال ضم جهات معتدلة إليها».
وبحسب الصحيفة، فإن بيريز مقتنع بأن «نتنياهو معني بتنفيذ خطوة تاريخية مع الفلسطينيين»، مشدداً على أنه لا يزال متأكداً من قدرته على القيام بذلك، إلا أنه أضاف أن «رئيس الحكومة مكبل اليدين من أحزاب اليمين، وهو يريد التحرك لكنهم لا يسمحون له، وفي الوقت نفسه يخشى خسارة حكومته، وبالتالي كي يستطيع القيام بخطوات تاريخية، عليه أن يضم حزب كديما» إلى الحكومة.
وأعرب بيريز عن قلقه من «التدهور الكبير في الموقع الدولي لإسرائيل، إذا استمر الجمود السياسي وعدم البدء بإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين».


دمشق تحذّر(يو بي آي)