خاص بالموقع- أعلن القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، أن شخصاً من حركة «حماس» سرّب معلومات عن سفر القيادي في الحركة، محمود المبحوح، الذي اغتيل في دبي في كانون الثاني الماضي. وقال خلفان في حديث لبرنامج «إضاءات»، تبثّه قناة «العربية» غداً، «إن شخصاً ما من «حماس» قريب من المبحوح هو من سرّب معلومات حساسة عن سفره، وبناءً على تلك المعلومات تحركت المجموعة التي تولت عملية التنفيذ».
وعن رفض دبي مشاركة «حماس» في التحقيق، قال خلفان إن هذه مسألة تتعلق بالسيادة ولا يجوز مشاركة أطراف خارجية فيها.

ورأى أنه إذا كانت لدى «حماس» معلومات وقدرات، فعليها أن تبحث عن الشخص الذي سرب معلومة سفر المبحوح.

وعن المتهم الفلسطيني المعتقل لدى شرطة دبي على ذمة تلك القضية، رفض خلفان أن يفصح عما إذا كان ينتمي إلى «حماس» أو «فتح»، موضحاً أن تلك الجزئية لا تعنيه شخصياً، منوّهاً بأن الإشكالات الحالية بين «فتح» و«حماس» تسبب مشاكل.

ورداً على ما تردد عن تدخل أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لدى دبي في هذه القضية، قال إنه لا يتصور أن يكون أمير قطر قد طلب تقليل الضغط على إسرائيل، مشيراً إلى أنه لم يتلق أي طلب من حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، بشأن تلك القضية.

في هذه الأثناء، تورط عناصر من الشرطة الفدرالية الأوسترالية في حادث سير بسيط بعد ساعات من وصولهم إلى إسرائيل للتحقيق في مسألة استخدام منفذي اغتيال المبحوح جوازات سفر مزورة.

ولفتت شبكة «آبي بي سي نيوز» الأوسترالية اليوم الخميس، إلى أن ثلاثة من فريق التحقيق، ما إن غادروا مبنى السفارة، حتى رأى شاهد عيان سيارتهم التي تحمل رقم السفارة الأوسترالية تصدم راكبة على دراجة من دون التوقف.

ولم تصب المرأة بأي جروح، لكنها تطالب باعتذار من السفارة وبدولاب جديد لدراجتها.

وأكدت المرأة أنها اتصلت بمحاميها لمتابعة الموضوع، فيما أعلنت السفارة أنها تحقق في الموضوع، لكن ليس لديها أي شكوى رسمية من المرأة.

من جهةٍ ثانية، رأى الضابط الميداني السابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد»، جاد شيمرون، أنه إذا كانت إسرائيل وراء اغتيال المبحوح، فقد اختارت الموقع على نحوٍ جيد.

وأوضح جاد أن «من الأسهل بكثير العمل في مكان مثل دبي منه عن الصومال أو السودان مثلاً، حيث سيلفت هذا العدد الكبير من الأجانب الأنظار على الفور».

كذلك، فإن قتل المبحوح في دمشق حيث يقيم منذ 1989، كان سيكون أكثر صعوبة بكثير نظراً إلى إجراءات الأمن المشددة المفروضة في العاصمة السورية، منذ استهداف القائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية، في عام 2008.

أما في الصين التي كان المبحوح من المقرر أن يتوجه إليها بعد دبي، فكان من السهل للغاية تمييز فريق الاغتيال الأجنبي. كذلك، فإن تنفيذ الاغتيال هناك، ينطوي على مخاطر سياسية بالنسبة إلى إسرائيل التي تربطها علاقات دبلوماسية وتجارية مكثفة مع بكين.

وفي السياق، قال المحلل المقيم في دبي، مصطفى العاني «في الإمارات ليس لديهم ما يخسرونه. لا علاقات ولا تمثيل، على الرغم من أن حجم التبادل التجاري بين إسرائيل والدول العربية، التي لا تعترف رسمياً بالدولة اليهودية يبلغ 1.5 مليار دولار، يمر ثمانية بالمئة منها عبر دبي، وفقاً لما تقوله القناة العاشرة الإسرائيلية.

من جهته، قال تيودور كاراسيك من معهد التحليلات العسكرية للشرق الأدنى والخليج، «الناس يأتون إلى هنا (دبي) ويشعرون أنهم بمأمن من أعدائهم السياسيين، ويعدّ المكان بمثابة نقطة استراحة لأفراد، حيث يمكنهم التحرك بحرية من دون الشعور بأنهم ربما يستهدفون في وقت قريب».

وقال كاراسيك إنه ما دام الأفراد لا يروّجون لبرنامج سياسي فإنهم مرحّب بهم في الإمارة. ولفت إلى أن وضع دبي الجغرافي على مسافة تقطع في بضع ساعات فقط من بؤر ساخنة مثل أفغانستان والصومال واليمن والعراق يفسر جزئياً كذلك لماذا تجتذب أفراداً معينين.

ويخشى البعض من أن تكون عملية اغتيال المبحوح في دبي، تعني نهاية اعتبار الإمارة الملاذ الآمن لمن يواجهون المصاعب في أوطانهم.

وقال كاراسيك «أعتقد أن السلطات هنا ستتوخى المزيد من الحذر بشأن من يدخل، إذا كانوا قد تورطوا في هذه المشاحنات السياسية». وأضاف «سيكونون أكثر انتباهاً لذلك لأنهم لا يريدون المزيد من الأنباء الصحافية السيئة».



(يو بي آي، رويترز)