خاص بالموقع - فرّ علاء قرياقوس من منزله في أكثر محافظات العراق عنفاً، خشية المزيد من الهجمات على المسيحيين، لكنه لا يزال حريصاً على الإدلاء بصوته في الانتخابات التي تجري يوم الأحد المقبل.وقرياقوس الذي لا يريد الخروج للعمل أو إرسال أبنائه إلى المدرسة بعد الهجمات التي سبّبت مقتل ثمانية مسيحيين على الأقل في المحافظة الواقعة شمال البلاد هذا العام، يعتزم الإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية، على أمل أن تبذل الحكومة المقبلة مزيداً من الجهد لتصبح المنطقة آمنة.
وأوضح قرياقوس، من مقرّ إقامته الجديد في بلدة قرب الموصل، «لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بألا نكون ممثّلين»، على الرغم من عدم وجود ضمانات بأن تتحسن الأوضاع في الموصل بعد الانتخابات.
والخطر الذي يواجه المسيحيين في محافظة نينوى، هو مجرد وجه واحد لانعدام القانون الذي تعاني منه المنطقة، حيث يمكن أن يثير نزاع بين العرب والأكراد صراعاً أوسع نطاقاً.
وقال قرياقوس «أتساءل إلى متى يستطيع المسيحيون الاستمرار هكذا، في ظل تعرّض العمل والحياة للتهديد ومطاردتهم من هنا إلى هناك»، وخلص إلى القول «نشعر كأن الموت يمكن أن يدهمنا في أي لحظة».
وتفاقم التوتر بين الأكراد والعرب بعد أن وضعت انتخابات العام الماضي السيطرة على مجلس المحافظة في أيدي قوميين عرب يشتبه في صلات بعضهم بجماعات سنّية متشددة.
وتذكي هذه المواجهة المحلية صراعاً أوسع نطاقاً بين الأقلية الكردية في منطقة كردستان العراق شبه المستقلة، والحكومة في بغداد، يتمحور حول الأرض والسلطة والثروة.
ومنذ انتخابات مجالس المحافظات، رفض الأكراد السماح لمحافظ نينوى العربي، أثيل النجيفي، بدخول المناطق التي يسيطرون عليها.
وحين حاول الجيش الأميركي تشجيع الوحدة بين الأكراد والعرب، الشهر الماضي، من خلال مرافقة النجيفي إلى بلدة يسيطر عليها الأكراد، قال المحافظ الذي يخوض الانتخابات البرلمانية حليفاً لرئيس الوزراء السابق، أياد علّاوي، إن الأكراد أطلقوا النار عليه.
وعلى الأثر، أعلن مسؤولون أكراد أنه ألقي القبض على عدد من الأكراد ردّاً على إطلاق النار، وأنهم عُذّبوا، فيما عبّر مصدر في مكتب رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني عن اعتقاده بأن تصرفات النجيفي «استفزازية وتنتهك القانون العراقي والقوانين الدولية لحقوق الإنسان والقوانين الأساسية التي تحكم اللياقة الإنسانية».
وعلى غرار بقية أنحاء العراق، انحسر العنف في الموصل، لكنها ما زالت مدينة تحت الحصار. وتشير أرقام للجيش الأميركي إلى انخفاض الهجمات بنسبة نحو 64 في المئة في الموصل في أول شهرين من عام 2010 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2009 .
إلّا أن النفوذ الذي تتمتع به الجماعات السنّية المسلحة، مثل دولة العراق الإسلامية والقاعدة في الموصل، أقوى من أي مكان آخر في العراق، وهي تسعى إلى إضعاف الحكومة وإذكاء الصراع العرقي والطائفي.
وعلّق الدبلوماسي العراقي عبد الحكيم إسماعيل القصاب ومرشح الانتخابات النيابية، على الأوضاع في الموصل، قائلاً «أوضاع الموصل بصورة خاصة والعراق بصورة عامة على مفترق طريقين، إما أن نسير، وإما أن نضع أهل نينوى على السكة الصحيحة ونتفق مع الأطراف الأخرى، ومن ثم نبني هذه المحافظة المتضررة»، لافتاً إلى أن «الخلافات السياسية هي التي تؤثر على الأوضاع السياسية والاقتصادية».
وأضاف القصاب، المرشح للانتخابات النيابية أيضاً ضمن قائمة علاوي، «بعد الانتخابات، إذا وصلنا إلى برلمان صحيح وأناس أصلاء وعراقيين مع وحدة نينوى، يمكن أن نعبّر عن رأي أهل نينوى بصورة صحيحة». وأضاف «أتوقع أن يكون الوضع أفضل إذا وحّدوا الكلمة، وآنذاك نحن نمشي في الطريق الصحيح».

(رويترز)