خاص بالموقع - أعلنت المتحدثة باسم مستشفى هايدلبرغ الجامعي (جنوب غرب ألمانيا)، حيث أجريت للرئيس المصري حسني مبارك السبت عملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية وزائدة لحميّة في الاثني عشر، أن مبارك (81 سنة) في «حالة جيدة».وأوضحت المتحدثة أن «الطبيب قال لي إنه في حالة جيدة»، من دون أن تتمكن من إعطاء مزيد من الإيضاحات. وأكدت وسائل الإعلام الرسمية منذ مساء أمس أن الرئيس تمكن بعد إفاقته، من التحدث إلى زوجته سوزان التي ترافقه، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء أحمد نظيف يتولى تسيير أمور البلاد بالوكالة.
وكان الدكتور ماركوس بوخلر، الذي قاد الفريق الجراحي في مستشفى هايدلبرغ الجامعي صرّح السبت بأن الجراحة التي خضع لها الرئيس «لاستئصال الحوصلة المرارية وزائدة لحمية في الاثني عشر»، وهو ورم حميد مبدئياً في المصران قد تكلّلت بـ«النجاح». وتابع بوخلر أن التحاليل التي أجريت على عيّنات أخذت في أثناء العملية «كانت كلها سالبة» وذلك بحسب البيان الذي نشرته وزارة الإعلام المصرية.
يذكر أنه قد سبق أن دخل مبارك المستشفى في ألمانيا للخضوع لجراحة انزلاق غضروفي عام 2004.
إلى ذلك، أثارت العملية الجراحية التي أجريت للرئيس المصري تساؤلات حول كثرة البيانات الرسمية عن حالته الصحية ودور المؤسسات، وأيضاً حول مستقبله السياسي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011، كما أوضح خبراء ومعلقون اليوم. ويرى محللون سياسيون أن هذا الجهد الإعلامي النادر بالنسبة إلى الرئيس الذي يحكم البلاد منذ 29 عاماً والذي تعتبر صحته من أسرار الدولة تقريباً، وإن كان موضع ترحيب، لكنه يثير العديد من التساؤلات أيضاً. ولم يعلن الرئيس مبارك حتى الآن موقفه من الترشح لولاية سادسة العام المقبل. وقد قال عام 2005 إنه يريد البقاء في الحكم «حتى آخر نفس» له.
من جانبه، أشار إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة «الدستور» الذي حكم عليه بالسجن في عام 2008 بتهمة ترويج شائعات كاذبة عن صحة الرئيس مبارك، إلى أن انتخابات عام 2011 هي التي يمكن أن تحدد فعلاً مستقبل البلاد. وقال «كيف يمكن أن نقنع الرئيس مبارك بأن يقوم بالتغيير، بينما هو لا يرى أي مبرر للتغيير؟».
وأضاف ساخراً «هناك طريق واحد كي يفحمنا النظام حين نلحّ على الرئيس بالاعتزال أو بالتغيير، وهو أن نسمع الشعب يقول للرئيس إحنا اخترناك (...) ها هي الانتخابات قادمة كي نعرف الحقيقة، لكن كيف نعرفها والرئيس يعتقد أن الشعب سيستقيل من مصر إذا لم يرشح نفسه».
كما أثار وجود الرئيس في المستشفى لفترة غير محددة قضية عدم وجود نائب للرئيس يتولى مهامه بالوكالة. فخلافاً لسابقيه جمال عبد الناصر وأنور السادات، لم يعيّن مبارك نائباً له منذ توليه الحكم في عام 1981 رغم أنه هو نفسه كان نائباً للرئيس السادات.
وتساءل محمد أمين المحرر في صحيفة «الوفد» المعارضة عما إذا كان رئيس الوزراء أحمد نظيف «لديه القدرة على إدارة الدولة (...) وهل يستطيع أن يصدر قراراً جمهورياً بتعديل الدستور؟ وهل يستطيع أن يستقبل ضيوف مصر بصفته رئيساً للجمهورية؟».
(ا ف ب)