لن يستمر حصار مطار كويرس العسكري، شرقي حلب. «فك حصار المطار أمر حتمي»، وفقاً لمصدر عسكري في حلب. وأكد المصدر لـ«الأخبار» أنّ فك الحصار «ليس هدفاً وحيداً، وليس بالضرورة أن يحصل غداً، لكنّه وشيك». وأضاف: «نحن في بداية مرحلة جديدة حتماً. وخريطة السيطرة في محافظة حلب ستشهدُ تحوّلات كبيرة».
وتزامن كلام المصدر مع تواتر الأنباء عن بدء الجيش السوري تحركات عسكريّة على طريق فك حصار محكمٍ يخضع له المطار منذ ما يزيد على عامين. وتحدّثت مصادر مُعارضة عن «استخدام الجيش السوري أسلحةً جديدة، من بينها دبابات انطلقت من معامل الدفاع في الريف الجنوبي، إضافةً إلى مشاركة طائرات روسيّة وصلت حديثاً» لقصف محيط المطار.
ودارت اشتباكات بين الجيش السوري والقوات الرديفة من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى في محيط تل ريمان والصالحية ومحيط تل بلاط وتل نعام والصبيحية، في ظل غارات لسلاح الجو على مواقع المسلحين. وأكّدت مصادر محليّة لـ«الأخبار» أنّ اليومين الأخيرين شهدا «وصول تعزيزات ضخمة للجيش إلى معامل الدفاع (مدينة السفيرة ــ ريف حلب الجنوبي الشرقي)».
ويبدو أن فك حصار كويرس بات هدفاً معنوياً في الدرجة الأولى، ويمكن أن يتحوّل في حال نجاحه إلى باكورةٍ لمرحلة جديدة. ويزداد «يقين» المسؤولين السوريين والأوساط الموالية من أنّ «المرحلة الجديدة» باتت وشيكة، إستناداً إلى الدعم الروسي العسكري المتزايد.
كذلك، استهدفت حامية الكلية الجوية، في الريف الشرقي، تجمعات لمسلحي «داعش» على طريق حلب ــ الرقة الدولي. وفي مدينة حلب، دارت اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش والمجموعات المسلحة في منطقة جمعية الصحفيين غربي المدينة، وسط غارات جوية على مواقع المسلحين. وفي السياق، ذكرت «مواقع» معارضة أن انفجاراً وقع في مقر «لواء حلب المدينة»، واقتصر على الماديات بعد أن أجّل موعد اجتماع قادة «اللواء».
أما في الريف الشمالي، فقد أعلن «تجمّع ثوار الأتارب وريفها» خروجه من «الفرقة 30 مشاة»، التي دربتها أميركا في تركيا، مؤكداً أنه يعمل بمعزل عن التنسيق مع «التحالف الدولي» في مدينة حلب وريفها، وأنه مستمر في قاتل «داعش» والجيش.
إلى ذلك، ضجّت «المواقع» المعارضة بالأخبار الواردة من ريف حمص الشرقي، وتحديداً من مدينة تدمر. ورغم محاربتها لتنظيم «داعش»، إلا أن معظم هذه المواقع آثرت الدفاع عن المسلحين حين أغار سلاح الطيران على مواقعهم في المدينة ومحيطها. وأشارت المواقع إلى أن الأحياء التدمرية تتعرض لقصف جوي عنيف جداً من الطيران الحربي والمروحي، وأدى إلى سقوط عدد من مسلحي «داعش»، بين قتيل وجريح.
وبالتوازي، شهد محيط مطار «T 4» العسكري، في الريف الشرقي، اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحي «داعش»، وسط ترويج «المواقع» لادعاءات قطع المسلحين لطرق الإمداد الى مطار بعد سيطرتهم على جزء من طريق «حمص ـ تدمر». أما في مدينة حمص، فقد سقط شخصان وجرح آخرون بانفجار عبوة ناسفة داخل أحد الباصات في شارع الحضارة.
وفي المنطقة الجنوبية، سيطر الجيش على عدة كتل أبنية، في مدينة درعا، وتضم المدرسة الفندقية والمعهد الفني، جنوبي حي المنشية، بعد اشتباكات مع مسلحي «جبهة النصرة» وآخرين. وأدت المواجهات إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، وتدمير آلية «بي أم بي» ورشاش ثقيل، إثر استهدافهما بصاروخ موجه وقذائف مدفعية.

سيطر الجيش على كتل أبنية عدة في حي المنشية في درعا

وفي قرية الشجرة، في ريف درعا الغربي، خرج أهالي القرية بتظاهرة نددوا بأعمال «لواء شهداء اليرموك»، المبايع لـ«داعش»، بعد جلد الفصيل المسلح لأحد الأشخاص والحكم عليه بالسجن داخل قفص، بتهمة «سب الذات الإلهية». وأطلق مسلحو «اليرموك» النار على المتظاهرين مباشرة، وأدى إلى مقتل أحدهم وإصابة آخرين.
إلى ذلك، استهدفت مجموعات الجيش تحركاً لمسلحي «جماعة بيت المقدس»، أدى إلى تدمير 4 سيارات وجرافة من نوع «تريكس». واعترفت «صفحات» المسلحين بمقتل 5 منهم، إثر استهداف سلاح المدفعية في الجيش السوري لتجمعاتهم في بلدة السحيلية، في الريف الشمالي. أما في السويداء، فقد عثر على جثة أمين فرع حزب البعث في السويداء واللجنة الأمنية فيها شبلي جنود بالقرب من مدينة صلخد، دون أن يتبنى أي تنظيم ذلك.
في غضون ذلك، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحي «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» في حيّ التضامن الدمشقي، في وقتٍ تتواصل فيه الاشتباكات بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام» على الجبال المطلة في محيط مدينة دوما وضاحية الأسد، في ظل قصف الطيران لمواقع المسلحين في الغوطة الشرقية.
(الأخبار)