كلينتون تتعّهد كشف المعرقلين... والاحتلال يوسّع المستوطناتالقدس المحتلة، رام الله ــ الأخبار
تحرّك المبعوث الأميركي، جورج ميتشل، أمس بين القدس المحتلة ورام الله، في خطوات تمهيدية لإطلاق المفاوضات غير المباشرة. تحرّك جاء على وقع مخطّط استيطاني جديد في الضفة الغربية، في وقت بدت فيه السلطة مسرورة بما حمله المسؤول الأميركي عن تعهد بإعلان «الطرف المعرقل»، ولهذا سارعت إلى طرح «خريطة» خاصة بالرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، يعلن فيها استعداده لتبادل أراضٍ بنسبة 1.9 في المئة.
وبعد اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني والمبعوث الأميركي، خرج رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، في مؤتمر صحافي، ليعلن تسلّم أبو مازن «رسالة من وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، تحمل أجوبة عن ثلاثة أسئلة تتعلق بالمرجعية وبالسقف الزمني، وما الذي ستقوم به الولايات المتحدة في حال رفض الحكومة الإسرائيلية التوقيع على حدود الرابع من حزيران 1967». وأكد أن الولايات المتحدة تعهدت أداء دور فعال ومثمر في هذا المجال، وأنه في حال تعطيل طرف هذه العملية، فإن الولايات المتحدة ستكشف هذه العقبات وتعمل على إزالتها.
وقال عريقات إن «عباس عبّر عن استيائه من قرار إسرائيل بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، وقال لميتشل، إنه إذا كانت كل جولة ستتضمن إعلان مزيد من الاستيطان والإجراءات الأحادية الجانب، وفرض حقائق على الأرض واستمرار الاغتيالات والاعتقالات وفرض الحصار على الأرض، فإن ذلك يضع علامة سؤال على كل الجهود التي نقوم بها».
وأشار إلى أن عباس أثار إعلان الحكومة الإسرائيلية بناء 112 وحدة استيطانية في مستوطنة «بيتار عيليت»، «على الرغم من الخدعة الكبرى التي تسمّى وقف الاستيطان، وهذه النقطة بالذات كانت رأس جدول الأعمال».
ووصف عريقات مباحثات عباس ـــــ ميتشل بـ«الجيدة والبنّاءة»، مشيراً إلى أن «هناك المزيد من الأمور التي سنسمع بها بعد وقت قليل. وهذه النقاشات سوف تستمر». وقال «من السابق لأوانه الحديث عن ترتيبات المحادثات غير المباشرة، لأن المناقشات بشأن هذا المفهوم لا تزال مستمرة».
وكان ميتشل قد التقى رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، استكمالاً للنقاشات التي بدأها معه أول من أمس، بالتزامن مع تسريب صحيفة «معاريف» الإسرائيلية «خريطة تسوية»، قالت إن الفلسطينيين يعتزمون طرحها على المبعوث الأميركي.
وبحسب «معاريف»، فإن السلطة توافق على أن تضمّ إسرائيل 1.9 في المئة من مساحة الضفة الغربية المحتلّة في مقابل مساحة أرض مماثلة تنقلها إسرائيل إلى الدولة الفلسطينية العتيدة. وأضافت إن «محادثات التقارب»، بحسب الفلسطينيين، من شأنها أن تتمحور حول إشكالية الحدود والترتيبات الأمنية، وإنهم، أي الفلسطينيين، سيصمّمون على طلبهم نيل مساحة «مماثلة» للمساحة التي احتُلت في الرابع من حزيران 1967 على أساس تبادل الأراضي.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الشرط الأساسي من ناحية الفلسطينيين لبدء المفاوضات المباشرة سيكون موافقة نتنياهو على هذا الشرط الذي جرى الاتفاق عليه مسبّقاً مع حكومات سابقة، وتؤيّده الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن الفلسطينيين، بهذه الطريقة، يريدون وضع نتنياهو ضمن «موقف رافض» من أجل الإثبات للأميركيين أنه لا يمكن إجراء مفاوضات جديّة في مقابله. وتوقّعت الصحيفة أن يعرض عبّاس أو متحدّث فلسطيني رفيع المستوى أساس التسوية النهائية بعيون فلسطينية، وهو نيل مساحة مشابهة من حيث كميّة أراضي الـ67 وقبول مبدأ نزع السلاح، وتقسيم القدس وغيرها.
إلى ذلك، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، في عرض سياسي قدمه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أمس، أن العملية السياسية مع الفلسطينيّين واحتمال أن تُفضي إلى اتفاق سياسي يمثّلان فرصة بالنسبة إلى إسرائيل، في موازاة التهديدات التي مصدرها كل من «حماس» وحزب الله وإيران.
وتطرّق باراك إلى المفاوضات غير المباشرة، وقال «أنا شريك في الرأي القائل إنه يفضّل محادثات مباشرة، لكنّ الواقع الناشئ يجعل المحادثات غير المباشرة إنجازاً أيضاً، وأقدّر أن المفاوضات لن تكون سهلة وهذا ليس بسببنا فقط». وأضاف إن «الصعوبات التي أتوقّع أن تنشأ هي ثمرة ما يحدث حولنا في العالم العربي، فهناك توجد اختلافات في التوجهات حيال كل ما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل».
وقال باراك «الحقيقة هي أنه في نهاية المطاف ثمة حاجة عميقة وحقيقية إلى المفاوضات مع الفلسطينيين نابعة من المصلحة الإسرائيلية لضمان مستقبل إسرائيل وهويتها، ولدينا مصلحة عليا برسم خط حدودي تكون داخله غالبية يهودية صلبة لأجيال طويلة، وإلى جانبها دولة فلسطينية قابلة للحياة من الناحية الاقتصادية والسياسية». وطالب المعارضة الإسرائيلية بتمكين تطبيق تصوّره.
وبشأن الوضع في الشرق الأوسط، قال باراك إن «هذا محيط غير سهل وينطوي على إشكاليات، وإسرائيل قوية ورادعة وبإمكانها التوجه إلى تسويات من موقع القوة والأمن، لكن التسوية السياسية لن تكون إذا لم يكن هناك استعداد في الجانب الآخر، وهذه هي نقطة التوازن التي ليس بإمكانها أن تبقي أحد الأطراف بدون شيء لأن كل طرف يحمي جانبه».
ورأى باراك أن «هناك تعاظماً في القوة الصاروخية لحماس، فلديهم صواريخ تصل إلى وسط إسرائيل، ومفتاح الحل هو أن تتعزز قوة حركة فتح وتضعف قوة حماس، وهذا يعني ضرورة التقدم في العملية السياسية، ونحن نحاول منع أزمة إنسانية في غزة بطريقة لا تعزّز قوة حماس».