حركة الشارع في الضفة الغربية بدأت تقلق المسؤولين الإسرائيليين، الذين وجهوا رسائل تهديد للسلطة لكبح التظاهرات
مهدي السيد
كشفت مصادر فلسطينية لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن نقل محافل سياسية وأمنية إسرائيلية في الآونة الاخيرة رسائل تحذير الى السلطة الفلسطينية، تطالبها بالعمل على حصر التظاهرات الشعبية التي اندلعت في الضفة في الاسابيع الاخيرة، ومنع تحولها إلى صدامات عنيفة. كما طالبت إسرائيل السلطة بتقليص «التحريض المرافق للمواجهات العنيفة في القدس في الاسبوع الاخير».
وأرفقت المحافل الإسرائيلية تحذيراتها إلى السلطة الفلسطينية، بالتهديد بتضرر التعاون معها وزيادة الاعتقالات داخل المدن الفلسطينية وفي مناطق «أ» التابعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية.
وبحسب الصحيفة، فإن الرسائل الاخيرة نقلت في سلسلة من المحادثات التي أجريت بين مسؤولين في جهاز الامن الاسرائيلي «الشاباك»، ونظرائهم الفلسطينيين، وكذلك من خلال المستوى السياسي.
ونقلت «هآرتس» عن المصادر الفلسطينية قولها إن رئيس «الشاباك» يوفال ديسكين تناول الموضوع مع المسؤول عن الشؤون المدنية في السلطة، حسين الشيخ.
وتضمنت الرسائل الإسرائيلية طلباً من السلطة الفلسطينية بمنع «التحريض ضد إسرائيل» في نشاطات الاحتجاج، ووقف مشاركة كبار مسؤولي فتح والسلطة في التظاهرات، اضافة إلى حصر الحملة الجارية ضد استخدام المنتجات الاسرائيلية في مناطق السلطة.
وذكرت «هآرتس» أن رسائل مشابهة نقلت الى السلطة الفلسطينية من خلال قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، اللواء آفي مزراحي. كذلك كشفت عن نقل رسائل مماثلة لرئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض، من مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية. وتشير «هآرتس» إلى أن الانطباع السائد في «الشاباك» يفيد بأن السلطة الفلسطينية تشارك بفاعلية في تنظيم الاحتجاجات الشعبية في الضفة، وأنها في بعض الحالات لا تهتم بأن تتحول التظاهرات الى صدامات عنيفة. في المقابل، أوضحت مصادر أمنية إسرائيلية، لـ«هآرتس»، أنه «في هذه المرحلة لا يظهر وجود خطر فوري باندلاع انتفاضة ثالثة».