فيما تتواصل المشاورات الإسرائيلية ــ الأميركية بشأن كيفيّة التعامل مع إيران، يتعمّد المسؤولون الإسرائيليّون التلميح إلى أن هناك مباحثات بشأن إمكان توجيه ضربة عسكرية لإيران
علي حيدر
كشفت المندوبة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة، غبريئيلا شاليف، عن أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين تباحثوا في مدى جدوى توجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، فيما اتهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي إيران بأنها تسعى إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال تمويل «المتطرفين» في لبنان وغزة وتجهيزهم.
وفيما وصف أشكنازي الجمهورية الإسلامية بأنها تمثّل تهديداً للسلام العالمي، تعهّد في كلمة له في حفل العشاء السنوي لمنظمة «أصدقاء الجيش الإسرائيلي في الولايات المتحدة» في نيويورك، بأن «إسرائيل ستنتصر على كل من يريدون القضاء عليها»، لافتاً إلى أنها «تحقق قدرات نووية بالتدريج».
وأوضح رئيس الأركان أيضاً أن إسرائيل تطور أسلحة متقدمة وتكنولوجية، وزادت من التدريبات والمناورات، وستواصل رفع مستوى الاستعداد لدى قوات الاحتياط من البقاء على استعداد لكل تهديد قريب أو بعيد. وشدد على ضرورة أن تبقى كل الخيارات على الطاولة لإجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي.
والتقى أشكنازي مع عدد من المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض والبنتاغون ومجلس الشيوخ، إضافة إلى مستشار الأمن القومي جيمس جونز، إلى جانب لقاء عمل هو العاشر من نوعه مع رئيس الهيئة المشتركة للجيوش الأميركية مايكل مولن، خلال السنتين والنصف الأخيرتين.
وأشار أشكنازي إلى أن اللقاءات التي أجراها مع مولن تظهر مستوى التعاون المتين بين الجيشين، لافتاً إلى أن أحد النماذج على ذلك هو مناورة «جونيفر كوبرا 10»، التي شاركت فيها منظومات دفاع ضد الصواريخ للجيش الأميركي.
من جهة أخرى، كشفت غبريئيلا شليف، بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها أشكنازي للولايات المتحدة، عن أن مسؤولين في إدارة باراك أوباما والحكومة الإسرائيلية تباحثوا في مسألة إن كان الهجوم العسكري يمكن أن يضع حداً للبرنامج النووي العسكري. وأضافت، في حديث مع الصحافيين في نيويورك، إن «وقت إيران أخذ بالنفاد، وإن الساعة تقترب بالاتجاه نحو خيارين سيّئين: إما أن

الساعة تقترب نحو خيارين سيّئين: إما أن يتيح العالم لإيران تطوير سلاح نووي أو مهاجمتها
يتيح لها العالم تطوير سلاح نووي أو مهاجمة منشآتها النووية».
في المقابل، أوضحت غبريئيلا أن إسرائيل لا تزال تأمل أن تمنع الخطوات الدبلوماسية والعقوبات إيران من التحول إلى دولة عظمى نووية. وحذرت من أن «الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران تقترب نحو القدرة النووية، وأن هذا الأمر لن يستغرق سنوات». وقلّلت المندوبة الإسرائيلية من إمكان تأييد روسيا والصين فرض عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية، وقالت إنهما «لا تزالان تؤمنان بأنه ينبغي استنفاد كل الجهود الدبلوماسية قبل اتخاذ خطوات عقابية تؤثر على الاقتصاد». ولكنها أضافت إن «إسرائيل من جهتها على قناعة بأن الخطوات الدبلوماسية قد استنفدت، لأن الإيرانيين يسخرون، ويتحدّون قرارات مجلس الأمن في الأمم المتحدة». كذلك قلّلت من فرض عقوبات جديدة على طهران، معتبرة أن «الفرص ضعيفة». وأضافت: إذا لم يقم مجلس الأمن الدولي بخطوات تجاه إيران، فإن إسرائيل ستحثّ الولايات المتحدة وأوروبا على اتخاذ «خطوات قاسية» ضد إيران.
إلى ذلك، طالب اللوبي اليهودي الأكبر في الولايات المتحدة «لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية»، في رسالة وجّهها إلى جميع أعضاء الكونغرس الأميركي، بفرض «عقوبات قاسية على إيران» بسبب برنامجها النووي. وحذّرت «إيباك»، في رسالتها، من أن إيران «تواصل سباقها للحصول على السلاح النووي، ساخرة من التزاماتها الدولية حيال معاهدة الحد من نشر الأسلحة النووية». ورأت أن التهديد الإيراني أصبح تهديداً «متزايداً وداهماً».