فراس خطيبوتأتي هذه الإجراءات المشدّدة بناءً على أوامر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي أعلن فرض إغلاق تام على منطقة الضفة الغربية المحتلة لمدة 48 ساعة، عازياً القرار الذي يُعدّ الأول من نوعه منذ عامين إلى وجود «دواعٍ أمنية».
لكن الهدوء، الذي حاولت قوات الاحتلال فرضه، كان مخترقاً. ووقعت أحداث ومواجهات محدودة في أماكن متفرقة من القدس المحتلة، منها في رأس العمود، إضافة إلى باب السلسلة وباب الأسباط وحي وادي الجوز، حيث اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وشرطة الاحتلال التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
كذلك، منعت قوات الاحتلال دخول عدد من حُرّاس المسجد الأقصى، حيث اعتدت على الحارس يعقوب المصري خلال محاولته العبور من جهة باب السلسلة مستخدمةً الغاز، ما استدعى نقله إلى المستشفى.
ويُسهم الإغلاق الإجباري، الذي تفرضه الشرطة الإسرائيلية، في جعل المكان أكثر قابلية للانفجار في أي لحظة، وخصوصاً أن الإجراءات الأمنية دفعت العديد من المصلين إلى البقاء خارج الأسوار.
وتطرق الشيخ يوسف أبو سنينة، في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى، لهذه الإجراءات. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن أبو سنينة وصفه إجراءات منع المصلين من الدخول إلى المسجد بـ«الباطلة وتنمّ عن عقلية عنصرية حاقدة، وبأنه الظلم بعينه». وأكد أن المسجد الأقصى «سيبقى إسلامياًَ خالصاً مهما افتعل وفعل الاحتلال». وشدد على أن المقدسيين «يعانون الأمرّيْن من السياسة الحاقدة التي تتمثل بالتهويد وسحب هويات المقدسيين، وهدم منازلهم وعدم منحهم رخص بناء وفرض الضرائب الباهظة، والاستيلاء على عقارات المواطنين بطرق ملتوية».
وفي السياق، شارك آلاف الفلسطينيين أمس في مسيرة حاشدة في قطاع غزة، دعت إليها ثمانية فصائل فلسطينية في ما اعتبر اليوم الوطني لنصرة المقدسات. وتجمع المشاركون في ساحة المجلس التشريعي، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، بينما اختفت على غير العادة رايات الفصائل.
ودعا عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، خليل الحية، الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية إلى الانتفاض حمايةً للمقدسات، مشيراً إلى أن إسرائيل «لا تفهم إلا لغة الدم».
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي»، محمد الهندي، التمسك بخيار المقاومة، داعياً إلى الوحدة ونبذ الفرقة لمواجهة المخططات الإسرائيلية.
وفي مصر، اعتقلت الشرطة المصرية قرابة خمسين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، خلال مشاركتهم في تظاهرات «لنصرة الأقصى» بعد صلاة الجمعة في خمس محافظات، حسبما أفاد مصدر أمني.
وكشف محامي «الإخوان»، صلاح عبد المقصود، عن أن الاعتقالات شملت «عدداً من أعضاء مجلس الشعب السابقين واستهدفت خاصة الشخصيات التي يحتمل أن تترشح لانتخابات مجلس الشورى» المقرر إجراؤها في شهر أيار المقبل.