h1>«فتح» تحذّر من اشتعال المنطقة و«حماس» تدعو إلى يوم غضب والاحتلال يكثّف إجراءاته الأمنيةكثّفت إسرائيل إجراءاتها الأمنية أمس تحسّباً لفورة فلسطينية، على خلفية تدشينها كنيس «الخراب» في القدس القديمة أمس. إجراءات لم تمنع شباب الضفة الغربية من التظاهر، ما أدى إلى سقوط مصابين، فيما وقفت «فتح» و«حماس» معاً في دعوتهما إلى المواجهة، تحسباً لانفجار المنطقة
وسط صيحات حركتي «فتح» و«حماس»، وتحذيرهما معاً من الخطر الداهم على القدس الشرقية، على خلفية تدشين إسرائيل كنيس الخراب في الحي اليهودي فيها، نشرت الشرطة الإسرائيلية 2500 شرطي في البلدة القديمة من المدينة المحتلة، معلنةً إغلاق أبواب الحرم القدسي أمام المصلين دون سن الخمسين عاماً. إجراءات لم تحُل دون حصول تظاهرات، كانت نتيجتها سقوط عدد من المصابين الفلسطينيين.
ومدّدت وزارة الدفاع الإسرائيلية الإغلاق التام المفروض على الضفة الغربية منذ منتصف ليل الخميس الماضي، حتى منتصف ليل الثلاثاء ـــــ الأربعاء. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الشرطة الإسرائيلية نصبت حواجز في الطرق المؤدية من شمال إسرائيل إلى القدس، لمنع وصول مجموعات من المواطنين العرب.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن معلومات استخبارية وصلت إلى أجهزة الأمن الإسرائيلية، أشارت إلى أن «حماس أوعزت إلى نشطائها في الضفة الغربية بالقيام بنشاطات احتجاجية على الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وإطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة، برئاسة الشيخ رائد صلاح».
وفي قريتي بلعين ونعلين (غرب رام الله)، علّق الجيش الإسرائيلي أوامر عسكرية تقضي باعتبارهما منطقتين عسكريتين مغلقتين (ما يعني استخدام قوة أكبر في قمع التظاهرات) في أيام الجمعة حتى منتصف آب المقبل. وقال متحدث باسم الجيش إن هذا الأمر «ينطبق على الإسرائيليين والفلسطينيين والأجانب غير المقيمين في القرية». ويأتي هذا الأمر العسكري في محاولة لمنع تنظيم التظاهرات الأسبوعية التي تجري كل يوم جمعة.
هذه الإجراءات لم تحقّق رغبة إسرائيل في سعيها إلى إيقاف التظاهرات؛ فقد دعت الأطر الطلابية في جامعة «بيرزيت» إلى تظاهرة احتجاجاً على إعلان تدشين «الخراب»، ما أدى إلى مواجهات وجرح عشرة طلاب برصاص الجيش الإسرائيلي.
وعدا ذلك، قالت وكالة الأنباء الفرنسية «أ ف ب» إن تدشين الكنيس مر بهدوء.
إجراءات إسرائيل هذه، وتدشين كنيس الخراب، استدعيا ردود فعل داخلية، أبرزها من «فتح» و«حماس». وحذّر مسؤول ملف القدس في «فتح»، حاتم عبد القادر، من أن «أي محاولة لدخول باحة المسجد الأقصى من جانب اليهود المتطرفين اليوم (أمس) أو في الأيام المقبلة، ستشعل كل المنطقة ولن تقتصر على الأقصى أو مدينة القدس»، محمّلاً إسرائيل «مسؤولية ما سيجري في حال السماح للمتطرفين اليهود بدخول الأقصى»، ومؤكداً أن «الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي».
وقال عبد القادر إن «القدس تشهد أكثر أيامها حساسيةً وخطورةً منذ عام 1966»، مشدّداً على أن «الأوضاع متوترة جداً ومتفجرة جداً بسبب الإجراءات غير المسبوقة، استعداداً لما يسمّى مشروع بناء كنيس الخراب في البلدة القديمة». ورأى أن «كنيس الخراب ليس مجرد كنيس عادي، فهو نقطة ارتكاز ومقدّمة لما يسمى بناء الهيكل على أنقاض الحرم».
بدوره، حذر الناطق باسم حركة «فتح»، أسامة القواسمي، من «إقدام إسرائيل على تدشين كنيس الخراب المحاذي للمسجد الأقصى»، قائلاً «نرى أنّ هذا التدشين ليس تحدياً لمشاعر المسلمين في العالم وحسب، بل ضربة ثانية قاضية لمساعي الإدارة الأميركية والجهود الدولية لاستئناف المباحثات».
من جهته، شدد مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع على «ضرورة جعل ملف القدس النقطة الأولى في أي مفاوضات مقبلة مع إسرائيل»، معتبراً أن «افتتاح الخراب هو استمرار لتهويد المدينة». ووصف ما يجري بـ «الخطير جداً»، مؤكّداً أن «الانتفاضة لا تندلع بقرار من أحد، بل تكون نتيجة لمخزون القهر والظلم والعدوان والاستبداد الذي يتعرض له شعبنا».
في المقابل، دعت «حماس» إلى «يوم غضب ونفير عام» احتجاجاً على تدشين كنيس الخراب»، قائلةً إن «يوم 16 آذار هو يوم غضب ونفير عام»، مشيرةً إلى أن قرار إسرائيل «مقدمة لوضع الحجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم».
بدوره، طالب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك، الرئيس محمود عباس بدعوة المجلس إلى الانعقاد في أقرب وقت ممكن تحت أيّ مسمى من الجلسات، «نظراً إلى خطورة الأوضاع في القدس». وقال «الأمر خطير جداً، ولا يجوز تعطيل الشرعية، والمهم هو الجوهر لا الشكليات».
إلى ذلك، أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية أن نقل حقوق الملكية على أراض مؤجّرة لمواطنين أو مؤسسات، يسري على الأراضي التي صادرتها في القدس الشرقية وهضبة الجولان.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)