آشتون تجهد «لاستئناف المفاوضات»: تحقيق السلام أولوية للاتحاد طغت أمس الأوضاع في الأراضي الفلسطينة المحتلة على المحادثات التي أجرتها ممثّلة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، مع المسؤولين السوريين، في ظل تأكيد الطرفين أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية تمثّل عقبة أساسية أمام استئناف محادثات السلام


شدد الرئيس السوري بشار الأسد على ضرورة أن تحدد الدول الأوروبية ماهية الدور الذي تريد للاتحاد الأوروبي أن يؤديه في المنطقة، وذلك خلال استقباله أمس ممثّلة السياسة الخارجية والأمنية فيه كاثرين آشتون التي أكدت عزم الاتحاد على مضاعفة الجهود لإحراز تقدم في عملية السلام المتعثّرة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن بيان رئاسي سوري تأكيد الأسد لآشتون أهمية إجراء الاتحاد الأوروبي حواراً في هذا الإطار مع دول المنطقة ومع القوى الفاعلة في العالم.
من جهتها، أشارت آشتون، التي وصلت أول من أمس إلى سوريا قادمة من مصر في إطار جولتها الشرق أوسطية التي ستشمل أيضاً الأراضي الفلسطينية وإسرائيل ولبنان والأردن، إلى رغبة الاتحاد الأوروبي في مضاعفة جهوده والعمل مع جميع الأطراف في المنطقة بغية إحراز تقدم في عملية السلام وصولاً إلى سلام إقليمي شامل، لما في ذلك من مصلحة لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع. ولفتت آشتون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إلى أن اللقاء مع الأسد تضمن «نقاشاً حيوياً وإيجابياً، وخصوصاً بشأن الدور الأوروبي في استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط». وأعربت عن تطلّعها إلى متابعة هذه النقاشات في زيارتها المقبلة. وعن إمكان ممارسة الاتحاد الأوروبي ضغوطاً على إسرائيل، أكدت آشتون أن موقف «الاتحاد واضح من الاستيطان»، في إشارة إلى تأكيدها، أول من أمس، أمام ممثّلي أعضاء جامعة الدول العربية أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة تهدد بتقويض حلّ الدولتين.
لكنها أكدت في المقابل «أن استئناف المفاوضات أمر بالغ الأهمية للتوصل إلى حل». وأضافت «جهودي منصبّة على دفع الطرفين إلى متابعة المفاوضات غير المباشرة بينهما، وكل جهدي هو كيف يمكن الاتحاد أن يستخدم نفوذه السياسي والاقتصادي لدفع الطرفين لاستئناف المفاوضات».
ولفتت آشتون إلى أن «الاتحاد الأوروبي يدرك أهمية سوريا بالنسبة إلى السلام في المنطقة والاتحاد من أجل المتوسط والاستقرار في المنطقة عموماً»، مشددةً على أن «تحقيق السلام في الشرق الأوسط يحتل أولوية قصوى بالنسبة إلى الاتحاد».
وعن الدور الأوروبي والتنسيق مع الجانب التركي بشأن المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، قالت آشتون «بحثنا مع وزير الخارجية التركي (أحمد داوو أوغلو) هذا الأمر، وبعد عودتي سأناقش المسألة معه».
وبشأن اتفاق الشراكة بين أوروبا وسوريا، لفتت آشتون إلى أن اجتماعاً غير رسمي عقد في وزارة الخارجية السورية على هامش الزيارة لبحث الموضوع. وأعربت عن أملها أن «يؤدي التزامنا المشترك إلى إكمال المفاوضات وتحقيقها نتائج مثمرة وإيجابية».
من جهته، وصف المعلم لقاء الأسد وآشتون بأنه «مثمر وبنّاء». وتطرّق إلى الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أن «وجهات النظر متفقة على أن سياسة الاستيطان التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الحالية تمثّل عقبة أساسية أمام استئناف محادثات السلام».
وشدّد المعلم على ضرورة أن يكون «هناك موقف إسلامي وموقف أوروبي وموقف أميركي واضح متّحد، يشعر الإسرائيليين بأنهم سيخسرون حقيقة إذا استمروا في تعطيل عملية السلام وبناء المستوطنات».
وعن إعادة إطلاق المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، وما قاله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن وجود إشارات إيجابية من قبل إسرائيل، قال المعلم «نثق بأردوغان، ولكن لم يردنا من تركيا رسمياً ما يشير إلى هذا التفاؤل».
وفي ما يتعلق بموعد التوقيع على اتفاق الشراكة السورية ـــــ الأوروبية، قال المعلم «كانت وجهات نظرنا موحّدة في أننا نريد اتفاقية شراكة تقوم على التكافؤ والمساواة وعلى احترام سيادة واستقلال كل طرف وعدم التدخل في شؤونه الداخلية».
من جهةٍ ثانية، كشف المعلم عن تقدم بلاده إلى القمة العربية المقبلة بورقة عمل من أجل تحقيق تضامن عربي مع آلية لحل الخلافات. وأكد أن ذلك «يعتمد أيضاً على الإرادة السياسية للقيادات العربية»، متحدثاً عن إيمان سوري «بأن التضامن العربي في هذه المرحلة الدقيقة مهم للغاية».
وأشار المعلم إلى أن القمة العربية المقبلة مناسبة مهمة من أجل «تعزيز التضامن العربي، ثم الوصول إلى تصوّر عربي مشترك». ورداً على سؤال عن العلاقات السورية ـــــ المصرية، وخاصة بعد زيارة وزير الاقتصاد والصناعة المصري، تحدث المعلم عن «قرار للقيادتين بأن العلاقات الاقتصادية التي تهم الشعبين يجبّ أن تستمر».
(يو بي آي، سانا)