غزة كانت على موعد أمس مع تصعيد وتهدئة في آن؛ زيارة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي ترافقت مع إطلاق صاروخ وتهديدات إسرائيلية بـ«رد قاس»
غزة ــ قيس صفدي
تزامناً مع زيارة الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى غزة، أمس، أطلق مقاومون فلسطينيون صاروخاً من القطاع على إسرائيل، أدى إلى مقتل عامل زراعي تايلندي، فيما هددت تل أبيب برد قاس.
وأعلنت كتائب «أنصار السنّة» مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ رداً على تهويد المقدسات. وكانت هذه الجماعة السلفية المتشددة قد أعلنت مراراً أنها ترفض التهدئة ونادت باستمرار الجهاد، كما أطلقت صاروخاً مماثلاً قبل بضعة أيام، ما أدى إلى أضرار مادية في تجمع استيطاني قريب من الحدود مع القطاع.
وسجل مقتل العامل التايلندي أول حادثة قتل بصاروخ فلسطيني منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 18 كانون الثاني عام 2009.
وفي السياق، ‏قالت مصادر أمنية في الحكومة التي تديرها حركة «حماس» إنه جرى «إخلاء مقارّ أمنية وحكومية تحسباً لرد إسرائيلي على إطلاق الصاروخ». وأكدت أن الأجهزة الأمنية «تتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر تحسباً لغارات جوية إسرائيلية من جهة، ولاستمرار الحفاظ على الأمن الداخلي من جهة ثانية».
وقال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم إن حكومة «العدو الصهيوني» التي «تشن حرباً على الشعب الفلسطيني والمواقع المقدسة والمسجد الأقصى، تتحمل مسؤولية كل تصعيد». احتياطات «حماس» هذه تعززت تزامناً مع غارات وهمية نفذتها طائرات حربية إسرائيلية، وعقب تهديدات قاسية أطلقها القائم بأعمال رئيس وزراء الاحتلال الوزير سيلفان شالوم. وقال «من المستحيل أن تمر الحادثة من دون رد قاس منا. يجب أن نرد على ما حدث، لكن الرد يجب أن يكون ضخماً ومؤلماً».
وحمّل مسؤولون أمنيّون إسرائيليون «حماس» المسؤولية عن استمرار إطلاق النار والصواريخ انطلاقاً من القطاع. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني رفيع المستوى قوله إنه «إذا لم تقف حماس وراء الحادثة ولم تتبنّها، فإن هذا لا يعني أن الحركة ليست مسؤولة عن ذلك». وفي سياق ردود الأفعال، ندّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإطلاق الصاروخ، كما أعلن المتحدث باسمه مارتن نيرسكي. وقال إن «هذا النوع من أعمال الإرهاب والعنف ضد المدنيين مرفوض تماماً ومخالف للقوانين الدولية». وجاء إطلاق الصاروخ متزامناً مع زيارة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى غزة. ولم يفت آشتون التنديد «باستمرار العنف في المنطقة»، مشددة على أهمية أن تؤدي زيارتها القصيرة إلى غزة إلى «تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية» في القطاع المحاصر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وقالت آشتون، في مؤتمر صحافي في مركز توزيع مساعدات تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في مخيم جباليا، إن «هذه الزيارة مهمة جداً للتحدث مع الناس هنا»، مشيرة إلى أنها «ستطلع اللجنة الرباعية الدولية، خلال اجتماعها في العاصمة الروسية موسكو اليوم، على صورة الأوضاع الموجودة في غزة، وسيكون مهماً أن يستمعوا لي لما حصلت عليه من معلومات».
وأعربت آشتون، عقب استماعها لشهادات حية وتجارب طالبات في مدرسة بيت لاهيا، عن سعادتها لـ«رؤية أطفال غزة وشغفهم الكبير بمواصلة تعليمهم وحياتهم».