بعدما بلغت الازمة الاسرائيلية الاميركية ذروتها، يظهر الطرفان حرصهما على البحث عن مخرج سياسي لائق لكل منهما. وفي هذا الإطار، يدرس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراحاً يتم بموجبه التصديق على خطط البناء في الاحياء اليهودية في القدس الشرقية، لكن بأحجام مقلصة على أن يُجمَّد تماماً في الأحياء الفلسطينية. وذكر موقع «يديعوت احرونوت» الالكتروني ان نتنياهو قدّم الاقتراح امام «منتدى السباعية»، لكن من دون ان ينال موافقة وزراء اليمين المتطرف. ولفت الموقع الى ان الجديد في هذا الطرح هو أن حركة البناء، التي برزت مع تولي نير بركات رئاسة بلدية القدس، سوف تتراجع، الا أن التغيير الاساسي فيه يتمثل بتجميد البناء تماماً في الاحياء العربية. في هذا الوقت، نقلت صحيفة «معاريف» أمس عن مسؤول سياسي اسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الإدارة الأميركية توقعت من نتنياهو أن يقيل وزير الداخلية في حكومته ايلي يشاي على اثر تصديقه على مخطط بناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة «رمات شلومو» خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن لإسرائيل الأسبوع الماضي.
واضافت الصحيفة أن مسوؤلاً أميركياً رفيع المستوى قال للمسؤول الإسرائيلي خلال محادثة جرت بينهما الأسبوع الماضي «لو أن أمراً كهذا حدث في الولايات المتحدة لتدحرجت رؤوس». وتابعت الصحيفة أن المسؤول الإسرائيلي فسر أقوال نظيره الأميركي بأنها «توصية» أميركية لنتنياهو بإقالة يشاي لكونه الوزير المسؤول عن تفجر الأزمة. ورأى المسؤول الاميركي أن «هذا الحدث (أي إقرار البناء الاستيطاني) يثبت أن الحلف مع شاس أهم بالنسبة إلى نتنياهو من مصالح اسرائيل الاستراتيجية بما في ذلك العلاقات مع الولايات المتحدة».
من جهة أخرى، اكد مسؤولون اميركيون أن الخلاف بين الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية أشعل مجدداً الجدال في البيت الأبيض حول إمكانية اقتراح الرئيس الأميركي باراك أوباما خطة تمثّل أساساً للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن بعض المسؤولين الأميركيين شددوا على حجّتهم بأن على أميركا تغيير مقاربتها. فالإعلان الإسرائيلي عن بناء مزيد من المنازل في القدس الشرقية، وإفسادها زيارة بايدن، يضع التزام اسرائيل بالانخراط الجدي بمحادثات السلام تحت المساءلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن عرض أوباما لخطته ستكون فيه مخاطرة، في الوقت الذي تُعدّ فيه الحكومة الإسرائيلية هشة والفلسطينيون منقسمين بعمق.
ووفقاً لأحد المسؤولين في الادارة الاميركية، فإن سلسلة الأخذ والرد بين الحكومتين، تظهر بوضوح لمسؤولي البيت الأبيض أن «الوضع الراهن ليس مجدياً، ولن يقودنا إلى مكان». وأضافت الصحيفة، نقلاً عن أحد المسؤولين الأميركيين، أن واشنطن لا تزال «بانتظار رد اسرائيل على طلبها اتخاذ خطوات بناء الثقة من أجل محادثات غير مباشرة».
وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي «لا يتحدث فيه المسؤولون الإسرائيليون عن محادثاتهم مع الإدارة الأميركية، قدّم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز صيغة مساومة ممكنة، مبنية على التفريق بين بناء المستوطنات في الأحياء اليهودية في القدس الشرقية، والأحياء الفلسطينية».
إلى ذلك، اعلن مسؤول فلسطيني لوكالة «فرانس برس» ان الموفد الاميركي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل سيصل الى المنطقة الاحد «لبحث آخر تطورات الوضع مع القيادة الفلسطينية والرد الاسرائيلي على الطلب الفلسطيني وقف مشاريع الاستيطان».
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)