غزة ــ قيس صفديأكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال زيارته لغزة أمس، أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أربعة أعوام «غير مفيد ولا يمكن قبوله»، لكنه أبدى «تفهّماً» لمخاوف إسرائيل من حركة «حماس» التي تحكم قبضتها على القطاع منذ ثلاثة أعوام. وقال بان، في مؤتمر صحافي على هامش زيارته لمشروع سكني عجزت «الأونروا» عن إتمامه في مدينة خان يونس بسبب الحصار، إن سياسة الحصار «تقف عقبة أمام التجارة الشرعية وتشجع عمليات التهريب، وتضعف في الوقت ذاته المعتدلين الفلسطينيين وتشجع المتطرفين». وأشار بان إلى أن «الأمم المتحدة، منذ ثلاث سنوات، لم تستطع أن تكمل المشروع الإسكاني في مدينة خان يونس. هنا كثير من الدمار، وشيء محبط أن أرى هذا الدمار وعدم القدرة على إعادة البناء». وقال إن «الحكومة الإسرائيلية وافقت أخيراً على عودة البناء بهذا المشروع مرة أخرى، كما ستدخل الألمنيوم والزجاج».
وطالب بان سكان غزة بأن يختاروا ما سمّاه «طريق عدم العنف والشرعية والالتزام باتفاقيات منظمة التحرير». وقال إنه «يتفهم» مخاوف إسرائيل من «حماس» و«يشاطرها» هذا القلق، لكنه رأى أن «مواصلة الحصار الإسرائيلي تفرض معاناة غير مقبولة» على المدنيين. وأعرب عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين نتيجة الأعمال العسكرية في الأراضي الفلسطينية، مشدداً على «ضرورة وقف الصواريخ الفلسطينية».
ومنع حراس بان وفداً يمثل أهالي الأسرى في سجون الاحتلال من لقائه لإطلاعه على معاناتهم، فيما التقى خلال زيارته لتل أبيب بوالدي جلعاد شاليط.
ودخل بان الى غزة، في زيارة استمرت أربع ساعات هي الثانية منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي، من معبر بيت حانون «ايرز» الخاضع للسيطرة الإسرائيلية. وتظاهر مئات الطلبة ومتضرّري ومعوّقي الحرب قرب المعبر في استقبال بان رافعين أعلاماً فلسطينية ولافتات تطالب بإعادة فتح الحدود والمعابر ورفع الحصار.
بدورها، رأت حركة «حماس» زيارة بان للقطاع «خطوة إيجابية» لكنها «غير كافية»، مطالبة إياه بقرار «سريع» يؤدي الى رفع الحصار.ئوقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، إن «بان والأمم المتحدة باستطاعتهما فك الحصار عن قطاع غزة وعليهما تحقيق ذلك، ومن المفترض أن يُبنى على هذه الزيارة اتخاذ قرار فوري وسريع بفك الحصار ولجم العدوان المتواصل على شعبنا ومقدساتنا».
وفي السياق، وصف رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، النائب جمال الخضري، نتائج زيارة بان بأنها «مخيّبة لآمال مليون ونصف مليون فلسطيني كانوا ينتظرون فعلاً حقيقياً لإنهاء الحصار».