شدّد الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال اجتماعهما في دمشق أمس، على أهمية «خروج القمة العربية بمواقف عربية قوية تجاه قضايا العرب الجوهرية ومستجداتها»، وفي مقدمتها ما يجري حالياً في القدس المحتلة. وشدد الجانبان على أهمية خروج القمة العربية بقرارات تعزز التضامن والعمل العربي المشترك. كما انتهز الأسد مناسبة لقائه مع نظيره الأرميني سيرج سركيسيان، ليحذّر من أنّ مقابلة إسرائيل للسلام بالمستوطنات والحصار، «أمر ينذر بعواقب خطيرة في المنطقة».وذكر بيان رئاسي سوري أن المباحثات بين الأسد والفيصل تطرقت «إلى مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وأهمية تنسيق الجهود العربية لفضح هذه الممارسات التي تؤكد عدم رغبة إسرائيل في السلام أمام الرأي العالمي ووضع حد لها». وأكد الجانبان «ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية بما يعزز الموقف الفلسطيني والعربي على الساحة الدولية».
ونقل الفيصل، الذي وصل إلى دمشق في زيارة مفاجئة لم تعلن مسبقاً، رسالة من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس السوري تتعلق بالعلاقات الثنائية وآخر مستجدات الأوضاع في المنطقة.
وهذه الزيارة هي الثالثة التي يقوم بها سعود الفيصل لسوريا منذ التقارب السوري السعودي.
وانتقل وزير الخارجية السعودي من دمشق إلى القاهرة، حيث التقى عدداً من المسؤولين المصريين في إطار الاستعدادات التي تجريها المملكة للقمة العربية المقبلة المقررة في مدينة سرت الليبية الأحد المقبل.
ويرى مراقبون أن غياب الرئيس المصري، حسني مبارك، المتوقع عن القمة العربية المقررة في ليبيا، لن يدفع إلى إحراز تقدم في جهود تحسين العلاقات العربية ـــــ العربية.
على صعيد آخر، كشف الرئيس السوري، في مؤتمر صحافي مع سركيسيان، الذي بدأ زيارة رسمية إلى سوريا تستمر ثلاثة أيام، أنّ بلاده «مستعدة لتأدية دور لإيجاد أرضية مشتركة لبناء علاقات أرمنية ـــــ تركية طبيعية تخدم استقرار المنطقة وأمن».
وقال الأسد «أعتقد أن الرئيس الأرميني والمسؤولين في أرمينيا يثقون ثقة كبيرة بنيّتنا الطيبة تجاههم، لذلك سنتحرك مباشرةً بعدما لمسنا التشجيع من الرئيس سركيسيان في هذا الاتجاه».
وكان سفير أرمينيا لدى دمشق، ارشاك بولاديان، قد أشار إلى أن سوريا «أبدت في أكثر من مناسبة عن استعدادها للمساعدة على تطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا وبين أرمينيا وأذربيجان»، لافتاً إلى «الدور المهمّ الذي أدّته سوريا في تطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا».
(أ ف ب، يو بي آي)