تبدأ السبت المقبل القمة العربية في سرت في ليبيا، ويبدو أنّ موضوع القدس سيكون المسألة الأبرز على جدول أعمالها. وفي الانتظار، أعلن العراق أنّه سيشارك على مستوى وزارة الخارجية لعدم جدوى القمةيجتمع القادة العرب السبت والأحد في مدينة سرت الليبية، في قمة من المتوقع أن يهيمن عليها موضوع القدس. وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للصحافيين لدى وصوله إلى سرت، أمس، إنّ «كلّ الأمور الخاصة بالتصعيد الإسرائيلي ستكون محل تشاور في اللقاءات الوزارية».
وينوي موسى التقدم إلى القمة بمشروع لإقامة علاقات وثيقة بين العرب والأطراف الإقليمية المؤثرة، كإيران وتركيا.
وقال دبلوماسيون عرب إنّ مشروع موسى، الذي أطلق عليه اسم «رابطة الجوار العربي»، يهدف إلى توثيق التعاون مع عدد من الدول التي تشكل محيطاً جغرافياً للعالم العربي.
وأضاف الدبلوماسيون، الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم، أنّ من بين الدول التي يقترح موسى ضمّها إلى الرابطة، إضافة إلى إيران وتركيا، نيجيريا وتشاد وإثيوبيا وإيطاليا واليونان وإسبانيا.
وأشار الدبلوماسيون إلى أنّ موسى سيطلب أيضاً من القادة العرب تفويضاً إليه بفتح حوار مع إيران بشأن القضايا المختلف عليها بين الطرفين.
وكان الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلّي قد أكدّ للصحافيين أنّ الوزراء العرب سيناقشون مشروع قرار أعدّه المندوبون الدائمون للدول العربية لدى الجامعة بشأن «خطة تحرّك لإنقاذ القدس». ويدعو مشروع القرار، الذي قدمته السلطة الفلسطينية، إلى زيادة المساهمات المالية لصندوق الأقصى، وتأليف لجنة قانونية لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، بغية رفع هذا الموضوع إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية، أول من أمس، أنّ الرئيس محمود عباس سيعرض على لجنة المتابعة العربية الردّ الأميركي المنتظر على طلب القيادة الفلسطينية وقف الاستيطان الإسرائيلي في القدس.
بدوره، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، أمس، أهمية «لمّ الشمل وتوحيد الموقف العربي» خلال القمة، و«إنقاذ القدس المحتلة مما تتعرّض له من مخططات إسرائيلية»، كما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وذكرت الوكالة أنّ اللقاء تناول «المواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة العربية المقبلة في ليبيا، والجهود العربية المبذولة لتعزيز العمل العربي المشترك، وضرورة خروج القمة بمواقف وقرارات عربية حاسمة تجاه القضايا العربية، وخصوصاً القضية الفلسطينية».
ولم تتأكد بعد مشاركة الملك السعودي عبد الله في القمة، فيما أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أنّ الرئاسات العراقية لن تشارك في القمة بسبب معرفتها المسبقة بعدم جدواها، ولا سيما أنها ستكون برئاسة الزعيم الليبي معمر القذافي. ويمثّل العراق وزير الخارجية هوشيار زيباري.
من جهة ثانية، اعتمد المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، على مستوى كبار المسؤولين، الملف الاقتصادي والاجتماعي لقمة سرت، تمهيداً لرفعه إلى القادة العرب في القمة. ويتضمن الملف مقترحاً من ليبيا بشأن إنشاء أحزمة خضراء في أقاليم العالم العربي، ومشروعاً آخر يتعلق بمخطط الربط العربي بالطرق، مرفوعاً من مجلس وزراء النقل العرب.
(أ ف ب، يو بي آي)