إذا واصلت المفوضيّة العليا للانتخابات إصرارها على مقاومة ضغوط الحكومة الهادفة إلى عدم إعلان نتائج الانتخابات، فستنجلي الصورة غداً، رغم أنّ جميع السيناريوات محتملة
بغداد ـــ الأخبار
دخل العراق في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة ما قبل الإعلان النهائي عن النتائج الرسمية لانتخابات السابع من آذار الجاري، بعد إصرار المفوضية العليا للانتخابات على إعلان الأرقام الرسمية عند السابعة من مساء غد، مجددة رفضها الانصياع للضغوط التي يقودها رئيس الحكومة نوري المالكي بإعادة عدّ الأصوات يدوياً.
وبعدما طالبت الحكومة مفوضية الانتخابات بـ«عدم التسرع في إعلان النتائج النهائية للانتخابات، لحين عدّ وفرز الأصوات يدوياً»، محذّرة من أن مطلب رئيسي الجمهورية والحكومة بإعادة الفرز يدوياً «هو مطلب رسمي»، نفى رئيس المفوضية فرج الحيدري وجود تغيير على موعد إعلان النتائج المقرر مساء غد الجمعة.
وكثّفت الحكومة المنتهية ولايتها من ضغوطها السياسية والشعبية، إذ كشف المتحدث باسمها علي الدباغ عن أن اجتماعات تجرى مع الأمم المتحدة والسفارة الأميركية «من أجل إيجاد آلية لإعادة عدّ الأصوات». كما جدّدت محافظات الوسط والجنوب، التي فاز المالكي فيها، مطالبتها المفوضية المستقلة بإعادة إجراء عملية الفرز يدوياً، بينما لوّحت محافظة البصرة بعدم الاعتراف بالنتائج.
وفي السياق، تظاهر المئات من أنصار قائمة «دولة القانون» في عدّة مدن ومحافظات، حاملين مطلب المالكي. ورفع المتظاهرون في كربلاء وبابل والنجف وديالى لافتات، كما رددوا شعارات تندد «بمحاولات تزوير الانتخابات والتلاعب بأصوات الناخبين لمصلحة قائمة معيّنة».
إلا أن الحيدري جزم بأنه «لم يحدث أي تغيير على موعد الإعلان عن نتائج الانتخابات، والمفوضية المستقلة للانتخابات ملتزمة بالموعد الذي حددته». ورغم هذه الأجواء المتوترة، اعترف مصدر مقرب من «القائمة العراقية» بأن «حوارات بدأت على نحو غير رسمي بين «العراقية» التي يرأسها علاوي، و«ائتلاف دولة القانون» برئاسة المالكي، من أجل إيجاد طرق للتفاهم على تأليف الحكومة».
ونقلت وكالة «نينا» للأنباء عن المصدر نفسه قوله إن «العراقية ترى أن أبرز المقربين إليها اليوم هو المجلس الأعلى الإسلامي والتحالف الكردستاني والفضيلة والصدريين، وقد وصلت الحوارات مع تلك الكتل إلى مراحل متقدمة يمكن من خلالها تأليف الحكومة المقبلة».