وصل عدد من الرؤساء العرب وممثليهم إلى مدينة سرت الليبية للمشاركة في القمة العربية، التي تبدأ أعمالها اليوم، غداة اجتماع لوزراء الخارجية العرب نتج منه الاتفاق على أن يستضيف العراق القمة المقبلة، وتقديم 500 مليون دولار لصندوق القدس بهدف مواجهة الاستيطان.وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع، إن «مجلس الجامعة قرر خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، زيادة مساعداته للقدس من 150 مليون دولار إلى 500 مليون دولار». وأضاف أنه «جرى تأكيد الموقف العربي بأنه مهما يحدث في القدس، نعدّه ويعدّه العالم معنا باطلاً وغير قانوني»، مشيراً إلى أن «لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ستعقد اجتماعاً لمناقشة الموقف الذي سنتخذه في حالة فشل الجهود الأميركية والدولية لوقف الاستيطان الإسرائيلي، وخصوصاً أن احتمالات الفشل أكبر بكثير».
وأوضح موسى أن «وزراء الخارجية العرب اتفقوا بشأن مختلف القضايا المطروحة باستثناء ثلاث تتعلق بالنزاعات والعلاقات العربية ـــــ العربية»، منتقداً «الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بمحاولة تهويد مدينة القدس»، وواصفاً إسرائيل بأنها «دولة مارقة».
وكان مصدر دبلوماسي ليبي قد أشار إلى أن بلاده «حوّلت مبلغاً قدره 400 مليون دولار إلى حساب الجامعة العربية، في جزء من الدعم للشعب الفلسطيني في انتظار المصالحة الفلسطينية ـــــ الفلسطينية، حتى يُصرف هذا المبلغ».
وفي السياق، أكد مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية هشام يوسف أن «مبادرة السلام العربية لا تزال مطروحة حتى الآن»، موضحاً أن «هذا الموضوع سيكون أحد الموضوعات المطروحة على القمة». ولفت إلى أن «المبادرة اليمنية لتفعيل العمل العربي المشترك ستكون مطروحة»، مشيراً إلى أن هناك «أفكاراً تخص هذا الموضوع من ليبيا وعدد من الدول العربية الأخرى».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن «الوزراء اتفقوا على أن تكون القمة المقبلة في العراق»، قبل أن ينتقل إلى القدس، موضحاً أن «وزراء الخارجية العرب تناولوا الاعتداءات الإسرائيلية بتفاصيل التفاصيل، واتخذوا قرارات داعمة للقدس». من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي عدم موافقة بلاده على فكرة رابطة دول الجوار العربي، التي يعتزم موسى طرحها. وقال «إن هذه الفكرة نفسها تحتاج إلى بلورة وإلى أن تفهم بالتفصيل». وأعربت وزيرة الخارجية الموريتانية الناهة بنت مكناس عن تفاؤلها بالنتائج المتوقع أن تحققها هذه القمة. وقالت «إن هدفنا الأول هو تدعيم العمل العربي المشترك وتمكينه والتوجه إلى ما يخدم مصالح الشعوب العربية». وأضافت «نحن نتوقع أن لا تحدث أي مفاجآت خلال هذه الاجتماعات».
وكان نائب وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة قد أعلن أن ليبيا «ستعرض على القمة منح المزيد من الصلاحيات لرئاسة القمة». وأكد أن «ليبيا تتحدث دائماً عن تطوير المنظومة العربية وعمل الجامعة، وهي لذلك تسعى إلى تفعيل مجلس الأمن والسلم، بحيث تصبح هناك آليات لصلاحيات الرئاسة، من دون أن تكون محصورة في اجتماع قمة يعقد وينفض».
وفي السياق، أكدت مصادر مسؤولة بالجامعة العربية أن الجامعة لم تتلق أي طلبات رسمية من دول عربية بإدراج موضوع تدوير منصب الأمين العام للجامعة على أجندة القمة العربية المقبلة بمدينة سرت الليبية، سواء من الجزائر أو أي دولة أخرى.
واستبعدت المصادر «الموافقة على هذا القرار، حتى إذا أُدرج على أجندة القمة، نظراً لما يحتاج إليه من إجماع بين الدول العربية، وهو ما يتعذر الوصول إليه حالياً، وخاصة في ظل الخلافات والانقسامات التى تشهدها الساحة العربية».
إلى ذلك، بدأ القادة العرب بالتوافد إلى مدينة سرت الليبية، فوصل رؤساء جزر القمر أحمد سامبي واليمن علي عبد الله صالح والجزائر عبد العزيز بوتفليقة وفلسطين محمود عباس وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز، والسودان عمر البشير والصومال شيخ شريف شيخ أحمد وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وملك الأردن عبد الله الثاني ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد وعضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين سعود بن راشد المعلا، ليترأس وفد دولة الأمارات. كذلك وصل الممثل الشخصي لملك البحرين عبد الله بن حمد آل خليفة.
ومن المرتقب وصول الرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، والرئيس التونسي زين العابدين بن علي، فيما لم تتأكد بعد مشاركة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)