مهدي السيّدحمل اليوم الثاني من فعاليات مؤتمر «هرتسليا للمناعة والأمن القومي» جملة من المواقف السياسية، أطلقها المُحاضرون الذين توزّعوا على ندوات عدّة كان أهمّها ندوة تناولت العلاقات الإسرائيلية ـــــ الأميركية، وأُخرى تطرّقت إلى «العملية السياسية: البعد الإقليمي».
في موضوع العلاقات الإسرائيلية ـــــ الأميركية، قالت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني إنه «في منظومة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، ثمّة أمور ممنوع على إسرائيل التعامل معها كمسلّمات». وأضافت إن إسرائيل عُرضة للتهديد في هذه المنطقة، وإن «منظومة علاقاتها مع الولايات المتحدة يمكن أن تكون وجودية». ورأت أن «كل مسّ بمنظومة العلاقات يمكن أن يكون مشكلة استراتيجية على المدى البعيد».
وتطرقت ليفني إلى الخلافات المحتملة بين إسرائيل والولايات المتحدة، فقالت إن «المشكلة تبدأ عندما نسمع أصواتاً في إسرائيل تتطرق إلى الولايات المتحدة كما لو أنها دولة كسائر الدول»، وهذا في رأيها، أمر لا يمكن إسرائيل أن تسمح لنفسها بحصوله. وأضافت إن «قيادة إسرائيل لا تدرك مصالحها».
وفي ما خص العلاقات الأميركية ـــــ الإسرائيلية، قال نائب وزير الخارجية داني ايالون إنه ينبغي «فحص العلاقات مع الولايات المتحدة على أساس عمق التعاون في المواضيع الأمنية والاقتصادية، وليس فقط في موضوع الصراع مع الفلسطينيّين». وأضاف إن «العلاقات مع الولايات المتحدة لم يسبق أن كانت أفضل وأعمق». ورأى أن ما يميز الولايات المتحدة هو أنه تحافظ على العلاقات الجيدة مع إسرائيل على امتداد السنين، وأنّ «تأييدها غير موضوع في جيب العرب».
وتطرّق أيالون إلى كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي قال فيه إن نتنياهو معنيّ بالتقدم في عملية السلام، لكنّ ائتلافه يمنعه من ذلك، فقال «كل عناصر الائتلاف في الحكومة الحالية تريد السلام، وجميعها تنتظر الفلسطينيين كي يصلوا إلى طاولة المباحثات».
وألقى السفير الأميركي في تل أبيب، جيمس كنينغهام، كلمة في المؤتمر، رأى فيها أن التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة هو توتر طبيعي.
وقال كنينغهام إن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة قوية، وأكد أن الولايات المتحدة «أيّدت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في غزّة». وأشار إلى أن الحوار بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن إيران شهد تحسّناً، كما تعزّز التنسيق في القضايا الإقليمية، بما فيها منظومات الدفاع المضادة للصواريخ.
وفي ما يتعلق بالعملية السياسية، ارتأى الوزير سيلفان شالوم تركيز كلمته على رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، فقال إن الأخير شدّد في الآونة الأخيرة مواقفه تجاه العملية السياسية لكي ينال رضى حركة «فتح» التي تنظر إليه كوكيل أميركي.
ورأى شالوم أن توجهات فياض الجديدة غير مشجّعة. وأضاف إن «فياض معنيّ باستبدال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رئاسة السلطة الفلسطينية، لذلك هو بحاجة إلى تأييد حركة فتح، ولهذا السبب يمتنع عن التقاء إسرائيليّين رغم أنه يعرف أن الأمر سيساعد الاقتصاد الفلسطيني».
وتطرق شالوم إلى خطة نتنياهو للسلام الاقتصادي، متّهماً السلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن تعثر المفاوضات، ومشيراً إلى أن «التعاون الاقتصادي شرط لتجديد العملية السياسية، ولكن السلطة غير مستعدة لاتخاذ قرار استراتيجي باستئناف المفاوضات مع إسرائيل».
بدوره قال الوزير دان مريدور إنه لا يعلم إذا كان أبو مازن معنيّاً بحل ضمن حدود 1967، أم أنه لا يزال «عالقاً» في حدود عام 1948. وأوضح أن «الوضع الراهن ليس خياراً بالنسبة إلينا، ولذلك بدأت قبل خمس سنوات عملية الانفصال من جانب واحد». وشدّد على أنه «في الوضع الحالي، سيكون للأزمة النووية الإيرانية تأثير في مستقبل المحادثات السياسية أيضاً».