غزّة ــ قيس صفديأثارت المواقف الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس حفيظة حركة «حماس»، التي أعلنت رفضها استعداده لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال، في مقابل وقف مؤقت للاستيطان، والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية في إطار اتفاق سلام شامل. وقالت إن «عباس لم يعد يمثّل الشعب الفلسطيني، وهو غير مخول للتعبير عن آمال الفلسطينيين وطموحاتهم»، مشيرة إلى أن تصريحاته تشير إلى «نفسية انهزامية، وتعكس وجهة نظره الشخصية، التي تمثّل استثناءً شاذاً في مسيرة حركة فتح».
ورأت الحركة الإسلامية أن اقتراح عباس يعبّر «عن رغبة أميركية ومصلحة إسرائيلية للتغطية على استمرار الاستيطان وتهويد القدس»، مضيفة أنه «دليل على مدى قابلية عباس وفريق أوسلو للتنازل للضغط الصهيو ـــــ أميركي».
وانسحب سخط «حماس» على رئيس حكومة الضفة الغربية سلام فياض، لمشاركته في مؤتمر هرتسيليا الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن «تعاون سلطة رام الله مع الاحتلال الذي وصل إلى درجة المشاركة في صناعة سياسات هذا الاحتلال، هو إشارة خطيرة على مدى تجرد هذا الفريق من الضوابط الوطنية».
وفي السياق، قالت فصائل المقاومة في غزة، في بيان صدر عقب اجتماع لها، إن عباس «لا يمثّل الشعب الفلسطيني، وكل تصريح أو موقف يصدر عنه لا يمثلنا ولا يلزمنا بشيء». واستهجنت حرصه على «لقاء الإسرائيليين والتفاوض معهم»، واصفة استعداد أبو مازن للاعتراف بيهودية الكيان بأنه «حماقة سياسية وجريمة وطنية».
من جهة أخرى، نفى القيادي في «حماس» صلاح البردويل ما تناقلته وسائل إعلام عربية ومحلية عن وقف الحركة لمباحثات صفقة تبادل الأسرى، رداً على اغتيال القيادي العسكري البارز في الحركة الإسلامية محمود المبحوح في العشرين من الشهر الماضي، وأكد أن مباحثات صفقة تبادل الأسرى «متعثرة» قبل عملية الاغتيال. وأضاف أن «هذا الهدف الكبير يجعلنا دائماً نفكر في إنجاز الصفقة بما هو مشرّف للإفراج عنهم، ولا نستطيع أن نربط ذلك بمقتضى شعورنا بالألم. اغتيال المبحوح له استحقاقات، وحماس تفكر في كيفية الرد، وتبادل الأسرى له استحقاقاته الخاصة».
إلى ذلك، قالت مصادر محلية في «حماس» إن انفجاراً ضخماً وقع في مخيم خان يونس فجر أمس، نجم عن عبوة ناسفة استهدفت سيارة القيادي في الحركة وأحد رجال الإصلاح في المدينة يوسف صرصور. وأضافت أن «صرصور لم يكن في السيارة لحظة وقوع الانفجار»، الذي أدى إلى إصابة طفلين من عائلته بجروح طفيفة جراء الشظايا المتناثرة.