باريس ـ بسام الطيارةسعى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى مواربة الإجابة على موقفه من الجدار الذي تبنيه مصر على حدود غزّة. وقال، رداً على سؤال لـ«الأخبار»، «إذا أردت رأيي، فأنا أنظر إلى الأمر من عدة زوايا، ذلك أن مسؤوليتنا وعمل الحكومة المصرية يجب أن يضمنا وصول الفلسطينيين من غزة وإلىها». وأوضح أن سياسة الحكومة المصرية «هي ضمان العبور الدائم لا المؤقت»، وهو ما فسّره المراقبون بأنه نوع من «تخفيف الثقل عن تصرفات حكومة القاهرة»، وخصوصاً أن موسى برر موقف الجامعة قائلاً «لم تطرح أي دولة عربية هذا السؤال على الجامعة حتى يُتعامل معه رسمياً».
وكانت الأكاديمية الدبلوماسية التي يرأسها السفير السابق جان كلود كوسران، قد دعت إلى لقاء مع موسى لتقويم مسار السلام في المنطقة. وأول ما أشار إليه موسى هو التوجه العام لدى المجتمع الدولي في ما يتعلق بملف الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، للاكتفاء بـ«إدارة الصراع عوضاً عن إيجاد حل له». ورأى أن «إدارة الأزمة باتت هدفاً بحدّ ذاتها ولم تعد طريقة للتوصل إلى حل».
ودعا موسى إلى «اللجوء إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع، ينصّ على فرض مفاوضات فلسطينية إسرائيلية ضمن جدول زمني محدد، هو ثلاثة أشهر على سبيل المثال». وشرح أنه «من غير الممكن الوصول إلى نتيجة من دون فرض عقوبات». وكشف عن أنّ «من الممكن أن تتخذ القمة العربية المقبلة في شهر آذار قراراً بشأن مطالبة مجلس الأمن بقرار إلزامي للعودة إلى المسار التفاوضي».
وتوقع موسى أن يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود خلال فترة لا تتعدى شهرين، وهو ما فسّره البعض بأنه قد يكون نهاية «مطاف الضغوط الأميركية على عباس للقبول بالعودة إلى طاولة المفاوضات». إلا أن موسى أشار إلى أن القمة العربية في آخر آذار «ستكون حبلى بأمور كثيرة، على اعتبار أن الكثير من الأمور ستتكشف قبل هذا الموعد». وشدد مراراً على أن «أي استئناف للمفاوضات يجب أن يسبقه تجميد كامل للاستيطان يشمل القدس، التي ينبغي أن تكون عاصمة دولة فلسطينية»، وهو ما رآه البعض نوعاً من «رسم خيوط للمرحلة المقبلة» التي تُعدّ لها الدوائر الغربية.
وكشف موسى بطريقة غير مباشرة عن «إمكان التوصل إلى مصالحة فلسطينية بين حماس وفتح» قبل شهر حزيران، مضيفاً أنه «لا يعتقد أنها مستحيلة».
ورأى عمرو موسى، خلال مداخلته، أن «المصالحة الفلسطينية هي مدخل كل الحلول»، في إشارة إلى مسألة «معبر رفح».


انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تصرّف الغرب حيال نتيجة الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٦ التي أوصلت «حماس» إلى الحكم. وقال إن «الغرب طالب العرب بالديموقراطية، والفلسطينيون كانوا أول من لبّوا النداء». واستطرد بتهكّم «عندما جاءت النتيجة مخالفة لما توقّعوه في أول تجربة ديموقراطية، جاء القرار بعدم الاعتراف بالرابحين».