خفض الجيش الإسرائيلي من سقف التوقعات من منظومة «القبّة الحديدية»، وسيمتنع في هذه المرحلة عن نشر هذه المنظومة المضادة للصواريخ القصيرة المدى في جنوب فلسطين المحتلة، وفي مدينة سديروت تحديداً
مهدي السيّد
ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن ينتهي من تطوير منظومة «القبة الحديدية»، وأن تصبح جاهزة للاستخدام في شهر أيار المقبل، لكنْ وفقاً لخطط جيش الاحتلال، فإنها ستُنصب في المرحلة الأولى في إحدى قواعد سلاح الجو في الجنوب فقط، في حال حدوث تصعيد كبير.
تأتي هذه المعلومات بعد شهر تقريباً من إعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية نجاح التجارب التي أجرتها على منظومة «القبة الحديدية»، وهو ما جرى التسويق له بصورة واسعة جداً في وسائل الإعلام الإسرائيلية، بلغ حد الإيحاء المباشر بتحييد «الخطر الصاروخي»، الذي يمثّله قطاع غزة وجنوب لبنان على المستوطنات المحيطة بهما ضمن قطر 70 كيلومتراً، وبعد التأكيد أن وحدة خاصة ستتولّى تشغيل المنظومة الأولى في شهر آذار المقبل، على أن تُعدّ المنظومة تنفيذية في شهر أيار.
ولكن تبيّن من الفحص الذي أجرته «هآرتس» أن النية تتجه حالياً إلى شراء عدد صغير نسبياً من البطاريات، والامتناع عن نشرها في المرحلة الأولى.
وفي إشارة واضحة إلى عدم وصول منظومة «القبّة الحديدية» إلى مرحلة الجهوزية التامة، بما يتناقض مع التصريحات السابقة لوزراة الدفاع الإسرائيلية، نقلت «هآرتس» عن ضابط رفيع المستوى في هيئة الأركان العامة قوله «إننا لم نصل بعد إلى مرحلة اتخاذ القرار بشأن طريقة الاستخدام، ويتعيّن علينا أن نرى بشكل نهائي أداء المنظومة، وفقط بعد ذلك سنقرّر حجم التزود» بـ «القبة الحديدية».
وأضاف الضابط إن التحليلات التي زُوّد الإعلام بها، وكأن غاية «القبة الحديدية» هي اعتراض صواريخ القسام والكاتيوشا من طراز «غراد»، لم تصف الغاية الحقيقية للمنظومة «فهذه منظومة ينبغي أن تواجه صواريخ أكبر، قد تكون موجودة في قطاع غزة مثل فجر 5».
وتطرق الضابط إلى الاعتبارات التي ستحكم استخدام منظومة «القبة الحديدية»، فأشار إلى أنه «لن يكون هناك معنى لإطلاق الصواريخ المضادة للصواريخ على نحو ثابت تجاه كل صاروخ منفرد»، وأنه يتعين استخدام منظومة «القبة الحديدية» في أثناء التصعيد أو ضد صواريخ أثقل. كما أشار إلى اعتبار آخر يتمثّل في كون عدد البطاريات التنفيذية سيكون قليلاً في البداية.
في مقابل هذين الاعتبارين، تطرقت «هآرتس» إلى اعتبارين يقفان في خلفية الخطة المتبلورة، يتعلق الأول بالميزانية العسكرية، فيما الثاني بمكانة خطة شراء «القبة الحديدية» في سلّم أولويات الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً سلاح الجو، بعدما قرر تفعيل القبة الحديدية ضمن منظومة الدفاع الجوي.
وبحسب «هآرتس» ستجد هذه المنظومة صعوبة في التنافس على الميزانيات أمام المشاريع الأكثر قرباً من قلب سلاح الجو، مثل الطائرة القتالية المستقبلية «اف 35» أو التدريبات المكثفة.
وعقّب الناطق العسكري الإسرائيلي على تقرير «هآرتس» بأن «منظور تشغيل القبة الحديدية تبلور في الجيش الإسرائيلي في إطار نظرة شاملة، ومن خلال إدراك الحاجة إلى ردّ فعّال لمجموعة تهديدات واسعة، وتوفير رد فعل خلال وقت قصير». واشار إلى أن «القبّة الحديدية» هي «منظومة متنقّلة، وموقع البطاريات سيتحدّد وفقاً لتقويم الوضع الذي سيجري قبيل موعد إعلان أن المنظومات باتت مؤهّلة لاستخدامها عسكرياً».