علاء العلي3ــــ أثناء عودتي من سوريا بعد قضاء أسبوعين. أوقفنا حاجز قوى الأمن الداخلي على ضهر البيدر. وطلب من السائق التوقف على اليمين. وبما أني الوحيد الفلسطيني في الباص فقد لاحظت كيف استثنى هويتي الزرقاء وهو يعيد البطاقات للركاب. ولم أفاجأ حين قال «علاء العلي؟ نزال على الأرض». وما إن نزلت حتى طلب مني التوجه معه إلى غرفة جانبية. وهناك طلب مني أن أخرج كل ما في حوزتي. ثم أخذها من يدي يضعها جانباً وراح يبحث في جيوبي. وهنا بدأت أفكر. ما عساني أخفي في جيوبي؟ صاروخاً؟ طائرة هليكوبتر؟ ولا حتى مسدس صغير الحجم يمكن أن يخفى في جيب بنطال جينز. وما إن انتهى حتى عاد إلى الخلف قائلاً: «عفواً». وهنا شعرت بشيء من القدرة على السؤال «لأني فلسطيني؟» بدا شيء من الخجل على وجهه وهو يقول: «لأ هيدا شي عادي». وبعد عودتي إلى الباص لاحظ الركاب تجهمي. وسألوني عما حصل فأخبرتهم. فالتفت السائق قائلاً «هيدول هيك على مزاجهم». فتدخل راكب في الخلف «مش لازم تزعل هيدا شغلهم» فرد السائق «وشو بدو يكون في بجيبتو يعني؟ قنبلة نووية؟ وبدأ الهمس يعلو في الباص وشعرت أن جدلاً بيزنطياً سيبدأ. فحملت إحدى حقيبتين كانتا بحوزتي، تتسع كل واحدة منهما لكيلوغرامات. وسألت الأخ في الخلف «طيب هيدي شو؟».